كلمة المجمع لقد خاض علماؤنا العظام، وسلفنا الصالح في مختلف مجالات العلوم والمعارف، فلم يدعوا علما " من العلوم، ولا فنا " من الفنون دون أن يسبروا غوره، ويغوصوا في أعماق لججه، ويشبعوه بحثا " وتنقيبا "، وشرحا " وتحقيقا "،.. فقدموا لبني الإنسان زادا " نافعا "، وعطاءا " زاخرا " من المعرفة والخدمة العلمية التي بها يكتسب الإنسان سعادته، ويتسنم العلياء. فكان أن كتبوا في كل حقل من العلوم والمعارف، وشتى موضوعات الثقافة والفكر، طارقين كل باب يمكن من خلاله أن ينفذ إليه الفكر البشري، فخلفوا لنا ثروة علمية وحضارية ضخمة، من جواهر الأفكار، تركوها في كتبهم ومصنفاتهم المخطوطة..
من هنا كان الاهتمام بالتراث العلمي منذ القدم، حتى أصبح اليوم شيئا " مفهوما " لدى العلماء والمحققين،.. فبدأوا يبحثون وينقبون في زوايا المكتبات والخزانات الخطية القديمة - التي كادت الحوادث التاريخية تأتي عليها، كما أتت على كثير منها - ليحصلوا على بضع وريقات من كتاب مخطوط قديم، مكتوب بخط يكاد لا يقرأ لقدمه ورداءته، فيأخذوه بعناية، ويبذلوا في سبيل إحيائه جهودا مضنية، ثم يقدموه - بعد كل ما يقاسونه من أجل ذلك - إلى عالم النور، بغية الاستفادة منه، وخدمة لأبناء مجتمعهم، وطلبا لرضوان الله تعالى..
وكتاب " منتهى المطلب في تحقيق المذهب " للعلامة الحلي، الحسن بن