والتكبير وقراءة القرآن أخرجه مسلم وهذا من كلام الآدميين ولأنه كلام آدمي يخاطب بمثله أشبه تشميت العاطس ورد السلام (1) والخبر محمول على أنه يتخير من الدعاء المأثور وما أشبهه (فصل) فأما الدعاء بما يتقرب به إلى الله عز وجل مما ليس بمأثور ولا يقصد به ملاذ الدنيا فظاهر كلام الخرقي وجماعة من أصحابنا أنه لا يجوز ويحتمله كلام أحمد، لقوله ولكن يدعو بما جاء وبما يعرف وحكى عنه ابن المنذر أنه قال لا بأس أن يدعو الرجل بجميع حوائجه من حوائج دنياه وآخرته وهذا هو الصحيح إن شاء الله لظواهر الأحاديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثم ليتخير من الدعاء " وقوله ثم يدعو لنفسه بما بداله، وقوله ثم يدعو بعد بما شاء. وروي عن أنس قال جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال " احمدي الله عشرا وسبحي الله عشرا ثم سلي ما شئت " يقول نعم نعم نعم رواه الأثرم، ولان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون في صلاتهم بما لم يتعلموه فلم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل " ما تقول في صلاتك؟ " قال أتشهد ثم اسأل الله الجنة وأعوذ به من النار فصوبه النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه ذلك من غير أن يكون علمه إياه، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء " لم يعين لهم ما يدعون به فدل على أنه أباح لهم كل الدعاء الا ما خرج منه بالدليل في الفصل الذي قبل هذا، وقد روي عن عائشة أنها كانت إذا قرأت (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) قالت: من علينا وقنا عذاب السموم، وعن جبير بن نفير أنه سمع أبا الدرداء وهو يقول في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد أعوذ بالله من النفاق ولأنه دعاء يتقرب به إلى الله تعالى فأشبه الدعاء المأثور.
(فصل) وهل يجوز أن يدعو لانسان بعينه في صلاته على روايتين (إحداهما) يجوز قال الميموني سمعت أبا عبد الله يقول لابن الشافعي: أنا أدعو لقوم منذ سنين في صلاتي أبوك أحدهم. وقد روي