الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة " (والثانية) التطويل أفضل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الصلاة طول القنوت " رواه مسلم. ولان النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر صلاته التهجد وكان يطيله على ما قد مر ذكره ولا يداوم إلا على الأفضل (والثالثة) هما سواء لتعارض الاخبار في ذلك والله أعلم.
(فصل) والتطوع في البيت أفضل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة " رواه مسلم، وعن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة " رواه أبو داود وقال " إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا " رواه مسلم. ولان الصلاة في البيت أقرب إلى الاخلاص، وأبعد من الرياء وهو من عمل السر وفعله في المسجد علانية والسر أفضل.
(فصل) ويستحب أن يكون للانسان تطوعات يداوم عليها فإذا فاتت يقضيها قال أبو داود سمعت احمد رحمه الله يقول: يعجبني أن يكون للرجل ركعات من الليل والنهار معلومة فإذا نشط طولها وإذا لم ينشط خففها وقالت عائشة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال " أدومه وإن قل " وفي لفظ قال " أحب الأعمال إلى الله الذي يداوم عليه صاحبه وان قل " متفق عليه. وقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها. وقالت كان عمله ديمة وكان إذا عمل عملا أثبته، رواه مسلم. وقال عبد الله بن عمرو: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل " متفق عليه.
(فصل) يجوز التطوع جماعة وفرادى لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل الامرين كليهما وكان أكثر تطوعه منفردا وصلى بحذيفة مرة وبابن عباس مرة وبأنس وأمه واليتيم مرة وأم أصحابه في بيت