(فصل) وصفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر الخرقي لما روينا من حديث كعب ابن عجرة، وقد رواه النسائي كذلك إلا أنه قال " كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وكما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم " وفي رواية " كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد، وكما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد " قال الترمذي: هو حديث حسن صحيح. وفي رواية ابن مسعود " كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد " رواه مسلم، وعن أبي حميد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قولوا اللهم صلى على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد " رواه البخاري. والأولى أن يأتي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الصفة التي ذكر الخرقي لأن ذلك حديث كعب بن عجرة وهو أصح حديث روي فيها، وعلى أي صفة أتى بالصلاة عليه مما ورد في الاخبار جاز كقولنا في التشهد، وظاهره أنه إذا أخل بلفظ ساقط في بعض الأخبار جاز لأنه لو كان واجبا لما أغفله النبي صلى الله عليه وسلم، قال القاضي أبو يعلى: ظاهر كلام أحمد أن الصلاة واجبة على النبي صلى الله عليه وسلم حسب (1) لقوله في خبر أبي زرعة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمر من تركها أعاد الصلاة ولم يذكر الصلاة على آله وهذا مذهب الشافعي ولهم في وجوب الصلاة على آله وجهان، وقال بعض أصحابنا: تجب الصلاة على الوجه الذي في خبر كعب لأنه أمر به والامر يقتضي الوجوب والأول أولى، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرهم بهذا حين سألوه تعليمهم ولم يبتدئهم به.
(٥٨١)