مخضوبا بالحناء والكتم (1) - وخضب أبو بكر بالحناء والكتم، ولا بأس بالورس والزعفران لأن أبا مالك الأشجعي قال كان خضابنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الورس والزعفران، وعن الحكم بن عمر الغفاري قال دخلت أنا وأخي رافع على أمير المؤمنين عمر وأنا مخضوب بالحناء وأخي مخضوب بالصفرة فقال عمر بن الخطاب هذا خضاب الاسلام وقال لأخي رافع هذا خضاب الايمان ويكره الخضاب بالسواد قيل لأبي عبد الله تكره الخضاب بالسواد؟ قال أي والله قال وجاء أبو بكر بأبيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه ولحيته كالنعامة بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " غيروهما وجنبوه السواد " (2) وروى أبو داود باسناده عن ابن عباس مرفوعا " يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يربحون رائحة الجنة " ورخص فيه إسحاق للمرأة تتزين به لزوجها.
(فصل) ويستحب أن يكتحل وتراويدهن غبا وينظر في المرآة ويتطيب قال حنبل: رأيت أبا عبد الله وكانت له صينية فيها مرآة ومكحلة ومشط فإذا فرغ من حزبه نظر في المرآة واكتحل وامتشط، وقد روى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر " قيل لأبي عبد الله كيف يكتحل الرجل؟ قال وترا وليس له إسناد، وروى أبو داود باسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من اكتحل فليوتر من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج " والوتر ثلاث في كل عين وقيل ثلاث في اليمنى واثنتان في اليسرى ليكون الوتر حاصلا في العينين معا، وروى الخلال باسناده عن عبد الله بن المغفل قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل الاغبا قال أحمد معناه يدهن يوما ويوما لا وكان أحمد يعجبه الطيب لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجب الطيب ويتطيب كثيرا.
(فصل) وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة فهذه الخصال محرمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعلها، ولا يجوز لعن فاعل المباح، والواصلة هي التي تصل شعرها بغيره أو شعر غيرها والمستوصلة الموصل شعرها بأمرها