النداء والصف الأول ثم لم يجدوا الا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه " وقال أبو سعيد الخدري:
إذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا انس ولا شئ الا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجهما البخاري، وعن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة " أخرجه مسلم. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثة على كثبان المسك - أراه قال يوم القيامة - يغبطهم الأولون والآخرون، رجل نادى بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة، ورجل يؤم قوما وهم به راضون، وعبد أدى حق الله وحق مواليه " أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب (فصل) واختلفت الرواية هل الاذان أفضل من الإمامة أو لا؟ فروي أن الإمامة أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم تولاها بنفسه، وكذلك خلفاؤه ولم يتولوا الاذان، ولا يختارون الا الأفضل، ولان الإمامة يختار لها من هو أكمل حالا وأفضل، واعتبار فضيلته دليل على فضيلة منزلته (والثانية) الاذان أفضل وهو مذهب الشافعي لما روينا من الاخبار في فضيلته ولما روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم ارشد الأئمة، واغفر للمؤذنين " أخرجه أبو داود والنسائي. والأمانة أعلى من الضمان والمغفرة أعلى من الارشاد، ولم يتوله النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه لضيق وقتهم عنه، ولهذا قال عمر رضي الله عنه: لولا الخلافة لأذنت وهذا اختيار القاضي وابن أبي موسى وجماعة من أصحابنا والله أعلم (فصل) والأصل في الاذان ما روى محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: حدثني أبي عبد الله بن زيد قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به لجمع الناس للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل