الدائم كلامه في الجمع والوجود وعلم المزيد إذا رأى شبهة في أحد تحول بينه وبين العلم أزالها حتى يتبين لصاحبها صورة الحق في ذلك الأمر له ستمائة مفتاح مقام في كل مقام من العلوم ما شاء الله له علم الامتزاج والتركيب الاعتدالي لا يعرف الانحراف ولا النقص ولا الزيادة مسكنه بقبة أرين منقطع عن الخلق إلا من شاء الله عاش طيبا مع الله إلى أن توفاه الله وكان من الأوتاد أيضا فانتقل إلى القطبية يقول إن الوجود وجود الحق وإن الجمع جمع الحق صفات القدم والحدوث وهو علم غريب في الجمع ما رأيت من يقول به من أهل الله غير هذا القطب فإني شاهدت هؤلاء الأقطاب أشهدنيهم الحق وإن كانوا قد درجوا من الدنيا وهو العلم الذي وردت به الشرائع في جانب الحق فنقول ذلك هو الجمع وعنده إن المحدث صاحب دعوى في تلك الصفات المسماة محدثة ولأجل دعواه قلنا إنه جمع وإلا فالأمر واحد كلها صفات قدم في القديم ومحدثة في المحدث لظهورها فيه ولم تكن ظاهرة فحدثت عند المتصف بها كما قال ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث وليس إلا كلام الله القديم فجمعنا عليه ما له مع نسبته إلينا فسمي من فعل ذلك صاحب جمع ووجود فمحكوم حكم الممكنات وجود الحق لا غيره فمن فهم الجمع هكذا علم الأمور كيف هيه من دري الجمع هكذا * علم الأمر كيف هو * فهو الحق لا سواه * فلا تسمعنه وأما القطب الخامس الذي على قدم داود ع فسورته من القرآن إذا زلزلت ولها نصف القرآن ومنازله بعدد آيها وحاله التفرقة وله مقام المحبة فهو معلول للحب فداؤه دواؤه وما له علم يتقدم فيه على غيره إلا علم ثبوت المحبة الإلهية والكونية ولهذا كان في مقام التفرقة وكان من الأئمة فنقل إلى القطبية يقول هذا القطب إن الحب ما ثبت وكل حب يزول فليس بحب أو يتغير فليس بحب لأن سلطان الحب أعظم من أن يزيله شئ حتى إن الغفلة التي هي أعظم سلطان تحكم على الإنسان لا يتمكن لها أن تزيل الحب من المحب يتمكن عنده إن يغفل الإنسان عن نفسه بمحبوبه ولا يتمكن للمحب أن يغفل بأحد عن محبوبه فذلك هو المحب وذلك هو الحب فداء المحبة ما لا يزول * وإن الشفاء له مستحيل فلا تركنن إلى غير ذا * ولا تصغين إلى ما يقول فبحب الله أحببنا الله وحب الحق لا يتغير فحب الكون لا يتغير فقيل له فحب الكون الكون هل يتغير قال لا لأن الكون محبوب لذاته والمحبة الذاتية لا يمكن زوالها قيل له فقد رأينا من تستحيل مودته فقال تلك إرادة ما هي محبة إذ لو كانت محبة ثبتت ألا تراها تسمى ودا لثبوتها وثبوت حكمها وذلك أنه ما في المحب لغير محبوبه فضلة من ذاته يتمكن للمزيل أن يدخل عليه منها هذا سبب ثبوتها فإنه يشاهد عين محبوبه في كل شئ يشهده فلا يفقده فلو صح للمحب أن يشهد غير محبوبه في عين ما لدخل عليه من ذلك ما يزيل حبه وهذا ليس بواقع في الحب فالتبس علي من هذه حالته حكم الإرادة بحكم الحب وما كل مريد محب وكل محب مريد وما كل مراد محبوب وكل محبوب مراد فمقام هذا القطب ما ذكرناه وشأنه عجيب وتفصيل حاله يطول ومذهبنا الاختصار وأما لقطب السادس الذي على قدم سليمان ع فسورته الواقعة ولها الحياة الدائمة ومنازله بعدد آيها اختص بعلم الحياة والحيوان لا يأخذ حالا من أحواله إلا عن ربه فأحواله أحوال ربه هداه هدى الأنبياء كما أمر الله نبيه ص لما ذكر له الأنبياء ع قال أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وما قال فبهم اقتده فعلمنا إن محمدا مساو لجميع من ذكره من الأنبياء ومن لم يذكره فإنه لكل نبي هدى كما ذكر لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فهو سبحانه نصب الشرائع وأوضح المناهج وجمع ذلك كله في محمد ص فمن رآه فقد رأى جميع المقربين ومن اهتدى بهديه فقد اهتدى بهدى جميع النبيين وما على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد وأعني بقولي إن أحوال هذا القطب أحوال ربه ما قال الحق عن نفسه من أنه كل يوم في شأن فهذا عبارة عن اختلاف الأحوال فهو من القوم الذين يشاهدون الحق في شؤونه فينظرون إلى ما له من الشؤون فيهم فيتلبسون بها منه فهم من أحوالهم على بصيرة فمن هذه حاله ما هو مثل من حاله التخلق بالأسماء الإلهية بل لهذا ذوق ولهذا ذوق فمثل هذا الرجل
(٨٢)