بدعوتهم ما لهم من الحكم والتأثير في العالم فلنذكر مدد أعمارهم في حياتهم الدنيا فمنهم من كان عمره في ولايته ثلاثة وثلاثين سنة وأربعة أشهر ومنهم من كانت مدته ثلاثين سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما ومنهم من دامت مدته ثمانيا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وعشرة أيام ومنهم من دامت مدته خمسا وعشرين سنة ومنهم من دامت مدته اثنتين وعشرين سنة واحد عشر شهرا وعشرين يوما ومنهم من دامت مدته تسع عشرة سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام ومنهم من دامت مدته ستة عشر سنة وثمانية أشهر ومنهم من دامت مدته ثلاث عشرة سنة وعشرة أشهر وعشرين يوما ومنهم من دامت مدته إحدى عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرة أيام ومنهم من دامت مدته سنتين وتسعة أشهر وعشرة أيام ومنهم من دامت مدته ثمان سنين وأربعة أشهر ومنهم من دامت مدته خمس سنين وستة أشهر وعشرين يوما وهجيرهم واحد وهو الله الله بسكون الهاء وتحقيق الهمزة ما لهم هجير سواه وما عدا هؤلاء الأقطاب من أقطاب القرى والجهات والأقاليم وشيوخ الجماعات فأنواع كثيرة وهي التي أذكر منها في هذا الفصل ما تيسر وما أذكر ذلك إلا لأجل نتيجة ذلك الذكر لمن دام عليه على الحال المعروفة في الذكر في الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ولو لم نقصد ذلك لم يكن في ذكري وتعييني له في هذا الكتاب منفعة فلنذكر أولا من أحوال هؤلاء الأقطاب ما تيسر مع أحدية هجيرهم وإنما توحد لتوحد مقام القطبية فذلك هو هجير القطبية لا هجير الشخص ولكل واحد منهم هجير في أوقات خلاف هذا وقال ع لا تقوم الساعة حتى لا يبقى في الأرض من يقول الله الله يريد لا يبقى قطب يكون عليه مدار العالم ولا مفرد يحفظ الله بهمته العالم وإن لم يكن قطبا فلا تقوم الساعة إلا على أشرار الناس فأما أحد الأقطاب فهو على قدم نوح ع فله من سور القرآن سورة يس فإنه لكل قطب سورة من القرآن من هؤلاء الاثني عشر وقد يكون لمن سواهم من الأقطاب الذين ذكرناهم السورة من القرآن والآية الواحدة من القرآن وقد يكون للواحد منهم ما يزيد على الصورة وقد يكون منهم من له القرآن كله كأبي يزيد البسطامي ما مات حتى استظهر القرآن فلنذكر ما يختص به هؤلاء الاثنا عشر من سور القرآن فهذا القطب الواحد له سورة يس وهو أكمل الأقطاب حكما جمع الله له بين الصورتين الظاهرة والباطنة فكان خليفة في الظاهر بالسيف وفي الباطن بالهمة ولا أسميه ولا أعينه فإني نهيت عن ذلك وعرفت لأي أمر منعت من تعيينه باسمه وليس في جماعة هؤلاء الأقطاب من أوتي جوامع ما تقتضيه القطبية غير هذا كما أوتي آدم ع جميع الأسماء كما أوتي محمد ص جوامع الكلم ولو كان ثم قطب على قدم محمد ص لكان هذا القطب إلا أنه ما ثم أحد على قدم محمد ص إلا بعض الأفراد الأكابر ولا يعرف لهم عدد وهم أخفيا في الخلق أبرياء علما بالله لا يرزؤون ولا يعرفون فيرزؤون مقامهم الحفظ فيما يعلمون لا يدخل عليهم في علمهم شبهة تحيرهم فيما علموه بل هم على بينة من ربهم هذا حال الأفراد فلنرجع إلى ذكر هذا القطب فنقول إن منازله عند الله على عدد آيات هذه السورة وكذلك كل قطب منازله على عدد آيات سورته وسورهم معلومة أذكرها جملة ثم أذكرها إن شاء الله تعالى فالواحد له كما قلنا سورة يس والثاني سورة الإخلاص والثالث سورة إذا جاء نصر الله والرابع سورة الكافرون والخامس سورة إذا زلزلت والسادس سورة البقرة والسابع سورة المجادلة والثامن سورة آل عمران والتاسع سورة الكهف وهو الذي يقتله الدجال ويدرك عيسى ع والعاشر سورة الأنعام والحادي عشر سورة طه وهذا القطب هو نائب الحق تعالى كما كان علي بن أبي طالب نائب محمد ص في تلاوة سورة براءة على أهل مكة وقد كان بعث بها أبا بكر ثم رجع عن ذلك فقال لا يبلغ عني القرآن إلا رجل من أهل بيتي فدعا بعلي فأمره فلحق أبا بكر فلما وصل إلى مكة حج أبو بكر بالناس وبلغ علي إلى الناس سورة براءة وتلاها عليهم نيابة عن رسول الله ص وهذا مما يدلك على صحة خلافة أبي بكر الصديق ومنزلة علي رضي الله عنهما والثاني عشر سورة تبارك الملك فهذه سور الأقطاب من القرآن إلا إن صاحب سورة المجادلة التي هي قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله إنما هو سورته الواقعة وله تولع بهذه السورة وكذلك الذي له سورة الإخلاص
(٧٨)