ابنه الصدوق في الفقيه مرسلا (1) حيث قال: وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: " إذا خرجت من منزلك فقصر إلى أن تعود إليه " قال في الذخيرة: ولو صحت كان الجمع بالتخيير قبل الوصول إلى حد الخفاء متجها لكن صحتها غير معلوم. انتهى.
أقول: ومثل هذه الرواية ما رواه الشيخ في الموثق عن علي بن يقطين عن أبي الحسن عليه السلام (2) " في الرجل يسافر في شهر رمضان أيفطر في منزله؟ قال إذا حدث نفسه في الليل بالسفر أفطر إذا خرج من منزله.. الخبر ".
ويمكن أن يكون مثلهما أيضا ما رواه في المحاسن في الصحيح عن حماد بن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام (3) " في الرجل يخرج مسافرا؟ قال يقصر إذا خرج من البيوت " بحمل البيوت على بيت المسافر، مع إمكان حملها على بيوت البلد، والمراد من الخروج منها التواري المعتبر في الترخص جمعا بينها وبين روايات المسألة ولعله الأقرب.
هذا. ولا يخفى عليك أن ما صرح به الشيخ المشار إليه هنا عين ما ذكره في كتاب الفقه الرضوي حيث قال عليه السلام (4): " وإن خرجت من منزلك فقصر إلى أن تعود إليه " ومنه يعلم أن مستنده إنما هو الكتاب المذكور على الطريقة التي عرفتها في غير مقام من ما تقدم وسيأتي إن شاء الله تعالى.
وبذلك يظهر لك قوة ما ذهب إليه الشيخ المذكور لدلالة هذه الروايات المذكورة عليه، ولا وجه للجمع بينهما وبين ما دل من الأخبار المتقدمة على إناطة التقصير بمحل الترخص إلا ما ذكره في الذخيرة من التخيير قبل وصول حد الخفاء إلا أنه يخدشه لفظ الضرب في آية السفر لترتب التقصير فيها على الضرب في