أو برهم أو كساهم من عري أو أشبع جائعهم، فليقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من عند الله: يا محمد، يا حبيبي، قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت، فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد - صلى الله عليه وآله - وأهل بيته - صلوات الله عليهم).
وعليك بتعظيم الفقهاء، وتكريم العلماء، فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: (من أكرم فقيها " مسلما "، لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عنه راض، ومن أهان فقيها " مسلما "، لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان).
وجعل النظر إلى وجه العلماء عبادة، والنظر إلى باب العالم عبادة، ومجالسة العلماء عبادة.
وعليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم والفقه في الدين، فإن أمير المؤمنين - عليه السلام - قال لولده: (تفقه في الدين، فإن الفقهاء ورثة الأنبياء، وأن طالب العلم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الطير في جو السماء، والحوت في البحر، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به).
وإياك وكتمان العلم ومنعه عن المستحقين لبذله، فإن الله تعالى يقول: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: (إذا ظهرت البدع في أمتي، فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل، فعليه لعنة الله).
وقال - صلى الله عليه وآله -: (لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم).
وعليك بتلاوة القرآن العزيز، والتفكر في معانيه، وامتثال أوامره ونواهيه، وتتبع الأخبار النبوية، والآثار المحمدية، والبحث عن معانيها، واستقصاء النظر فيها، وقد وضعت لك كتبا " متعددة في ذلك كله.