منتهى المطلب (ط.ج) - العلامة الحلي - ج ٣ - الصفحة ٩٣
والجواب عن الأول: بالمنع من الإحالة على اليد السابقة، وتقييد المعطوف عليه لا يوجب تقييد المعطوف إجماعا، إنما الخلاف في العكس، سلمنا ذلك لكن لا خلاف في أن العطف يقتضي تكرير العامل، والقراءة ها هنا بالجر لا غير، فيجب تقدير الباء في الأيدي فيلزم البعضية وذلك إنما يكون بالمسح من الزند . ورواية سماعة وليث (1) تقدم الجواب عنهما ، وهو بعينه الجواب عن رواية محمد بن مسلم. ولو حمل على الاستحباب كان وجها.
وعن أحاديث أبي حنيفة: بضعفها، فإن أكثر العلماء أنكرها (2). قال الخلال (3):
الأحاديث في ذلك ضعيف جدا ولم يرو منها أصحاب السنن إلا حديث ابن عمر. وقال أحمد: أنه ليس بصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله، إنما هو عن ابن عمر، وهو عندهم منكر. وقال الخطابي: يرويه محمد بن ثابت (4)، وهو ضعيف (5). وقال ابن عبد البر: لم يروه غير محمد بن ثابت، وبه يعرف ومن أجله يضعف وهو عندهم حديث منكر (6). وحديث ابن الصمة محرف، لأنه إنما جاء في المتفق عليه فمسح وجهه ويديه، وذلك لا ينفعهم، بل هو حجة لنا، لأن ما علق على مطلق اليد لا يتناول الذراعين.

(١) تقدمنا في ص ٨٦.
(٢) المغني ١: ٢٧٩، الشرح الكبير بهامش المغني ١: ٣٠٩.
(٣) أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الحنبلي المشهور بالخلال مؤلف علم أحمد بن حنبل وجامعه ومرتبه، تفقه على المروزي وسمع من الحسن بن عرفة وأقرانه وروى عنه تلميذه أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفر يعرف بغلام الخلال. مات سنة ٣١١ ه‍.
تذكرة الحفاظ ٣: ٧٨٥، طبقات الحفاظ: ٣٣١، شذرات الذهب ٢: ٢٦١، العبر ١: ٤٦١.
(٤) محمد بن ثابت العبدي: أبو عبد الله البصري، روى عنه ابن المبارك ووكيع وروى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، ضعفه البخاري وابن حبان.
الضعفاء الصغير للبخاري: ٢٠٣، المجروحين لابن حبان ٢: ٢٥١، ميزان الاعتدال ٣: ٤٩٥، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ٣: ٤٥.
(٥) المغني ١: ٢٧٩، الشرح الكبير بهامش المغني ١: ٣٠٩.
(٦) المغني ١: ٢٧٩، الشرح الكبير بهامش المغني ١: ٣٠٩.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست