أربعة آلاف ذراع بذراع اليد الذي طوله أربعة وعشرون إصبعا تعويلا على المشهور بين الناس، أو مد البصر من الأرض.
أقول: روى ثقة الاسلام في الكافي في الصحيح عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام (1) قال: " سئل عن حد الأميال التي يجب فيها التقصير فقال أبو عبد الله عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله جعل حد الأميال من ظل عير إلى ظل وعير، وهما جبلان بالمدينة، فإذا طلعت الشمس وقع ظل عير إلى ظل وعير وهو الميل الذي وضع رسول الله صلى الله عليه وآله عليه التقصير ".
وروى في الكتاب المذكور أيضا عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى الخزاز عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام (2) قال: " بينا نحن جلوس وأبي عند وال لبني أمية على المدينة إذ جاء أبي فجلس فقال كنت عند هذا قبيل فسألهم عن التقصير فقال قائل منهم في ثلاث قال قائل منهم في يوم وليلة وقال قائل منهم روحة فسألني فقلت له إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزل عليه جبرئيل بالتقصير قال له النبي صلى الله عليه وآله في كم ذاك؟ قال في بريد. قال وأي شئ البريد؟ قال ما بين ظل عير إلى فئ وعير. قال ثم عبرنا زمانا ثم رأى بنو أمية يعملون أعلاما على الطريق وأنهم ذكروا ما تكلم به أبو جعفر عليه السلام فذرعوا ما بين ظل عير إلى فئ وعير ثم جزأوه على اثني عشر ميلا فكانت ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع كل ميل فوضعوا الأعلام، فلما ظهر بني هاشم غيروا أمر بني أمية غيرة لأن الحديث هاشمي فوضعوا إلى جنب كل علم علما ".
وهذا الخبر كما ترى واضح الدلالة على أن الميل شرعا عبارة عن ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع، والعجب من غفلة السيد (قدس سره) عنه.
قال المحدث الكاشاني في الوافي بعد نقل هذا الخبر أولا ثم نقل حديث الفقيه ثانية ما صورته: تقدير الميل في هذا الحديث بألف وخمسمائة ذراع ينافي