الحمد، ثم قال والظاهر استحباب السكوت عقيب الحمد في الأخيرتين قبل الركوع وكذا عقيب التسبيح. انتهى. وسيجئ تمام الكلام في ذلك أن شاء الله تعالى في مستحبات القراءة.
قوله " ثم سجد وبسط كفيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه " ربما نافاه قوله (عليه السلام) في صحيح زرارة المتقدم " ولا تجعلهما بين يدي ركبتيك ولكن تحرفهما عن ذلك شيئا " والجواب عن ذلك ما أفاده شيخنا البهائي (عطر الله مرقده) قال: وقوله (عليه السلام) " ولا تجعلهما بين يدي ركبتيك " أي لا تجعلهما في نفس قبلة الركبتين بل احرفهما عن ذلك قليلا. ولا ينافي هذا ما في حديث حماد من أنه (عليه السلام) بسط كفيه بين يدي ركبتيه لأن المراد بكون الشئ بين اليدين كونه بين جهتي اليمين والشمال وهو أعم من المواجهة الحقيقية والانحراف اليسير إلى أحد الجانبين ويستعمل ذلك في كل من المعنيين. فاستعمل في هذا الحديث في الأول وفي الآخر في الثاني، قال صاحب الكشاف في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " (1) حقيقة قولهم: " جلست بين يدي فلان " أن يجلس بين الجهتين المسامتتين ليمينه وشماله قريبا منه فسميت الجهتان يدين لكونهما على سمت اليدين مع القرب منهما توسعا كما يسمى الشئ باسم غيره إذا جاوره وداناه. انتهى قوله " فصلى ركعتين على هذا " قال شيخنا في البحار قال الشيخ البهائي (قدس سره) هذا يعطي أنه (عليه السلام) قرأ سورة التوحيد في الركعة الثانية أيضا وهو ينافي ما هو المشهور بين أصحابنا من استحباب مغايرة السورة في الركعتين وكراهة تكرار الواحدة فيهما إذا أحسن غيرها كما رواه علي بن جعفر عن أخيه موسى (عليه السلام) (2) ويؤيده ما مال إليه بعضهم من استثناء سورة الاخلاص من هذا الحكم وهو جيد