حين وصلهما بالرأس أن المسح على بعضهما، ثم فسر ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله للناس فضيعوه، ثم قال: " فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم " فلما أن وضع [الوضوء] (1) عمن لم يجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا، لأنه قال: " بوجوهكم " ثم وصل بها " وأيديكم منه " أي من ذلك التيمم، لأنه علم أن ذلك أجمع لم يجز على الوجه، لأنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف ولا يعلق ببعضها، ثم قال: " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج " (2) والحرج:
الضيق) (3).
وروي في الصحيح أيضا، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم لعمار في سفر له: " يا عمار بلغنا أنك أجنبت وكيف صنعت؟ قال تمرغت يا رسول الله في التراب، قال: فقال له: " كذلك يتمرغ الحمار، أفلا صنعت كذا؟ " ثم أهوى بيديه إلى الأرض فوضعهما على الصعيد، ثم مسح جبينيه بأصابعه وكفيه إحداهما بالأخرى، ثم لم يعد ذلك (4).
واحتج ابن بابويه بأنه تعالى قال: " فامسحوا بوجوهكم " وأحال بذلك على ما ثبت في الغسل، والاستيعاب ثابت في الوضوء فكذا في التيمم، ولأن الباء زائدة للإلصاق، فيجب التعميم.
وبما رواه الشيخ في الصحيح، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثم مسح وجهه (5).