فيها - قرأ العلم على من قرأه على أبي بكر المروذي وحرب الكرماني وصالح وعبد الله ابني أحمد وروى عن أبيه أبي علي الحسين بن عبد الله وكان أبو علي فقيها صحب أصحاب أحمد وأكثر صحبته لأبي بكر المروذي وقرأ على أبي القاسم الخرقي جماعة من شيوخ المذهب منهم أبو عبد الله بن بطة وأبو الحسن التميمي وأبو الحسين بن سمعون: وقال أبو عبد الله بن بطة: توفي أبو القاسم الخرقي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ودفن بدمشق وزرت قبره وسمعت من يذكر ان سبب موته أنه أنكر منكرا بدمشق فضرب وكان موته بذلك وقال رحمه الله (اختصرت هذا الكتاب) يعني قربته وقللت ألفاظه وأوجزته. والاختصار تقليل الشئ فقد يكون اختصار الكتاب بتقليل مسائله وقد يكون بتقليل ألفاظه مع تأدية المعنى، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " أوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا " ومن ذلك مختصرات الطرق وفي الحديث " الجهاد مختصر طريق الجنة " وقد نهي عن اختصار السجود ومعناه جمع آي السجدات فيقرؤها في وقت واحد. وقيل هو أن يحذف الآية التي فيها السجدة فلا يقرأها.
وفائدة الاختصار التقريب والتسهيل على من أراد تعلمه وحفظه فإن الكلام يختصر ليحفظ ويطول ليفهم.
وقد ذكر رحمه الله مقصوده بالاختصار فقال (ليقرب على متعلمه) أي يسهل عليه ويقل تعبه في تعلمه وقوله (على مذهب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه) فهو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن ذهل ابن شيبان بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان يلتقي نسبه ونسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزار لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد مضر بن نزار وأحمد من ولد ربيعة بن نزار. قال عبد الله ابن أحمد: قال أبي ولدت سنة أربع وستين ومائة. وقال عبد الله ومات في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين وله سبع وسبعون سنة. حملت به أمه بمرو وولدته ببغداد ونشأ بها وسافر في طلب العلم أسفارا كثيرة ثم رجع إلى بغداد وتوفي بها بعد أن ساد أهل عصره ونصر الله به دينه. قال أبو عبيد القاسم ابن سلام ليس في شرق ولا غرب مثل أحمد بن حنبل ما رأيت رجلا أعلم بالسنة منه. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمة الله ورضوانه عليه: أحمد بن حنبل إمام في ثمان خصال: إمام في الحديث