يكونوا مثل حال الصلاة، وأن لا ينظروا إلى اليمين واليسار. وأن لا يتنقلوا من مكان إلى مكان. ولكن لا مانع من التكلم بعد إكمال الخطبتين وقبل الصلاة. وكذلك النظر إلى اليمين واليسار، والانتقال من مكان إلى مكان.
مسألة 1552: إذا لم يصغ المأمومون إلى الخطبتين، أو نظروا أثناء الخطبة إلى اليمين واليسار، أو تنقلوا من مكان إلى مكان، أو تكلموا، فقد خالفوا الاحتياط، ولكن تصح جمعتهم.
مسألة 1553: يجب أن يكون إمام الجمعة بالغا، عاقلا، رجلا، مؤمنا، طاهر المولد، عادلا، قادرا على الخطبة من قيام. والأحوط وجوبا أن لا يكون مريضا بالجذام والبرص الظاهرين. وأن لا يكون ممن أقيم عليه حد شرعي أيضا. كما أن الأحوط وجوبا أن يكون منصوبا من قبل المجتهد الجامع للشرائط. وإذا تعدد المجتهدون الجامعون للشرائط، فيجب أن يكون منصوبا من قبل المجتهد المتصدي لإدارة شؤون المسلمين الاجتماعية والسياسية. وإذا لم تكن إدارة هذه الشؤون بيد المجتهد العادل، فالأحوط وجوبا أن يكون إمام الجمعة مجتهدا لائقا بهذا المقام، أو منصوبا من قبل مثل هذا المجتهد.
مسألة 1554: يحسن أن يكون إمام الجمعة رجلا مخلصا، شجاعا، صريحا، حاسما، وقورا، خطيبا، ذا فصاحة وبلاغة، ومعرفة بأوضاع العالم الإسلامي، بصيرا بمصالح الإسلام والمسلمين. وأن يطرح في الخطب المسائل الاجتماعية والسياسية، ومصالح المسلمين وحاجاتهم المادية والمعنوية. وأن يحرص في الخطبة على رفع مستوى وعي المسلمين ورشدهم السياسي والمعنوي. وأن ينبه المسلمين إلى كيفية تعاملهم مع بعضهم، وتعاملهم مع سائر الأمم. وأن يعلمهم طرق المقاومة ضد المستعمرين والظالمين. وكذلك أن يذكر الناس بأحكام صلاة الجمعة إجمالا. والخاصة أن صلاة الجمعة - كصلاة العيدين، والحج - عبادة ممتزجة بالسياسة فيلزم الاستفادة من هذه الفرائض لمصلحة استقلال وعزة الإسلام والمسلمين، لأن الإسلام أخذ بعين