يجد موضعا في الصفوف فأما إذا لم يجد فلا شئ عليه أن يصلي خلف الصفوف وحده، لأنا روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) (1) " أنه سئل عن رجل دخل مع قوم في جماعة فقام وحده ليس معه في الصف غيره والصف الذي بين يديه متضايق؟ قال إذا كان كذلك وصلى وحده فهو معهم. وقال: قم في الصف ما استطعت فإذا ضاق المكان فتقدم أو تأخر فلا بأس " وعن علي عليه السلام (2) أنه قال: " إذا جاء الرجل ولم يستطع أن يدخل الصف فليقم حذاء الإمام فإن ذلك يجزئه ولا يعاند الصف " انتهى.
قال شيخنا المجلسي (قدس سره) في كتاب البحار: أقول لم أر " العيكل " بهذا المعنى في كتب اللغة، قال في القاموس: اعتكل اعتزل وكمنبر مخيط الراعي. وفي بعض النسخ بالثاء المثلثة وهو أيضا كذلك ليس له معنى مناسب، ولا يبعد أن يكون الفسكل بالفاء والسين المهملة وهو بالضم والكسر الفرس الذي يجئ في الحلبة آخر الخيل، ورجل فسكل كزبرج رذل، وكزنبور وبرذون متأخر تابع، ذكره الفيروزآبادي. وقال في النهاية: فيه " أن أسماء بنت عميس قالت لعلي عليه السلام إن ثلاثة أنت آخرهم لأخيار. فقال علي عليه السلام لأولادها فسكلتني أمكم " أي أخرتني وجعلتني كالفسكل وهو الفرس الذي يجئ في آخر خيل السباق، وكانت قد تزوجت قبله بجعفر ثم بأبي بكر. انتهى كلام شيخنا المشار إليه.
وقال في كتاب مجمع البحرين بعد أن نقل الحديث بهذا اللفظ قال: وفي نسخة " الفسكل " ثم فسره بما ذكره في النهاية، وفيه تأييد لما ذكره شيخنا المشار إليه من التحريف في هذه اللفظة.
ومن الأخبار الدالة على الحكم المذكور أيضا ما رواه الشيخ في الصحيح عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام (3) قال: " أتموا الصفوف إذا وجدتم خللا