ريح تسمى النكباء لتنكبها طريق الرياح المعروفة وتعرف الرياح بصفاتها وخصائصها. فهذا أصح ما يستدل به على القبلة. وذكر أصحابنا الاستدلال بالمياه، وقالوا الأنهار الكبار تجري عن يمنة المصلي إلى يسرته على انحراف قليل وذلك مثل دجلة والفرات والنهروان ولا اعتبار بالأنهار المحدثة لأنها تحدث بحسب الحاجات إلى الجهات المختلفة ولا بالسواقي والأنهار الصغار لأنها لا ضابط لها ولا بنهرين يجريان من يسرة المصلي إلى يمينه (أحدهما) العاصي بالشام (والثاني) سيحون بالمشرق، وهذا الذي ذكروه لا ينضبط بضابط فإن كثيرا من أنهار الشام تجري على غير السمت الذي ذكروه فالأردن يجري نحو القبلة وكثير منها يجري نحو البحر حيث كان منها حتى يصب فيه، وان اختصت الدلالة بما ذكروه فليس شئ منها في الشام سوى العاصي، والفرات حد الشام من ناحية المشرق فمن علم هذه الأدلة فهو مجتهد (1) وقد يستدل أهل كل بلدة بأدلة تختص ببلدتهم من جبالها وأنهارها وغير ذلك مثل من يعلم أن جبلا بعينه يكون في قبلتهم أو على أيمانهم وغير ذلك من الجهات وكذلك
(٤٦٥)