تسمع الله عز وجل يقول في كتابه: * (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) * (1)، قال، قلت: ماذا الحق المعلوم الذي علينا؟ قال: " هو الشئ يعمله الرجل في ماله يعطيه في اليوم أو في الجمعة أو في الشهر قل أو كثر غير أنه يدوم عليه.
وقوله عز وجل: * (ويمنعون الماعون) * (2) قال: " هو القرض يقرضه، والمعروف يصطنعه، ومتاع البيت يعيره، ومنه الزكاة ".
فقلت: إن لنا جيرانا إذا أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه، فعلينا جناح أن نمنعهم؟
فقال: " لا، ليس عليكم جناح أن تمنعوهم إذا كانوا كذلك ".
قال، قلت له: * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) * (3) قال: " ليس من الزكاة ".
قال، قلت: قوله عز وجل: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * (4) قال: " ليس من الزكاة ".
قال، قلت: قوله عز وجل: * (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) * (5) قال: " ليس من الزكاة، وصلتك قرابتك ليس من الزكاة " (6) وتؤدي مؤداها أخبار كثيرة.
ونتبع ذلك بذكر ما ذكره العلامة في التذكرة (7)، ونقتصر عليه; إذ ذكر الأخبار وما ورد في الصدقة مما لا يسعه هذا الكتاب، قال: صدقة التطوع مستحبة في جميع الأوقات; للآيات الدالة على الحث على الصدقة (8).