تكونه إلى والد.
والظاهر أن قوله: * (فيكون) *، أريد به حكاية الحال الماضية، ولا ينافي ذلك دلالة قوله: * (ثم قال له كن) * على انتفاء التدريج، فإن النسبة مختلفة، فهذه الموجودات بأجمعها - أعم من التدريجي الوجود وغيره - مخلوقة لله سبحانه موجودة بأمره الذي هو كلمة كن كما قال تعالى:
* (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) * (1)، وكثير منها تدريجية الوجود إذا قيست حالها إلى أسبابها التدريجية، وأما إذا لوحظ بالقياس إليه تعالى فلا تدريج هناك ولا مهلة كما قال تعالى:
* (وما أمرنا إلا لله واحدة كلمح بالبصر) * (2)، وسيجئ زيادة توضيح لهذا المعنى إن شاء الله تعالى في محله المناسب له.
على أن عمدة ما سيق لبيانه قوله: * (ثم قال له كن) * أنه تعالى لا يحتاج في خلق شئ إلى الأسباب حتى يختلف حال ما يريد خلقه من الأشياء بالنسبة إليه تعالى بالإمكان والاستحالة، والهوان والعسر، والقرب والبعد، باختلاف أحوال الأسباب الدخيلة في وجوده، فما أراده وقال له: كن كان، من غير حاجة إلى الأسباب الدخيلة عادة (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول نبي من بني إسرائيل موسى، وآخرهم عيسى وستمائة نبي (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أول أنبياء بني إسرائيل موسى، وآخرهم عيسى (5).
- المسيح (عليه السلام) - لما سئل من أدبك؟ -: ما أدبني أحد، رأيت قبح الجهل فجانبته (6).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة عيسى (عليه السلام) -:
وإن شئت قلت في عيسى بن مريم (عليه السلام)، فلقد كان يتوسد الحجر، ويلبس الخشن، ويأكل الجشب، وكان إدامه الجوع، وسراجه بالليل القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، ولم تكن له زوجة تفتنه، ولا ولد يحزنه (يخزنه)، ولا مال يلفته، ولا طمع يذله، دابته رجلاه، وخادمه يداه! (7).
- المسيح (عليه السلام): خادمي يداي، ودابتي رجلاي، وفراشي الأرض، ووسادي الحجر، ودفئي في الشتاء مشارق الأرض... أبيت وليس لي شئ، وأصبح (8) وليس لي شئ، وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالعدس، فإنه مبارك مقدس، يرقق القلب، ويكثر الدمعة، وقد بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى بن مريم (عليه السلام) (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كان طعام عيسى الباقلاء حتى