وشهادة عملية من قبل تلك الشخصية على صدق نيابة المدعي وصحة بيانه.
في ضوء ما تقدم: فإذا قدم فرد ما نفسه بوصفه رسول الله تعالى، وطرح نبوته - بشكل من الأشكال - بين يدي مبدع العالم، ولم تذعن لنبوته عامة الناس فحسب، بل صدقه العلماء، ولم يبطل الله تعالى ادعاءه أمام الناس عن طريق واضح، فمثل هذا السكوت شهادة عملية وتقرير وتأييد لصحة ادعائه.
ما هو الطريق الذي استخدمه الله تعالى للشهادة على نبوة نبي الإسلام؟
بعد أن اتضح مفهوم شهادة الله تعالى يتحتم أن نلاحظ: أي طريق من الطرق المذكورة استخدمه الله تعالى لتصديق وتأييد نبوة نبي الإسلام؟
من خلال ملاحظة سيرة نبي الإسلام يتضح أن الله تعالى دعم صحة نبوته بالطرق الأربعة المتقدمة، وشهد بواسطة تلك الطرق على نبوته.
وتفصيل هذا البحث تجده فيما كتبته تحت عنوان: " معرفة محمد (صلى الله عليه وآله) ".
[3818] شهادة العلم الكتاب * (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد) * (1).
* (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم حياة الإسلام وعماد الإيمان (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الإيمان والعلم أخوان توأمان، ورفيقان لا يفترقان (4).
تبيين:
تدل الآيات والروايات المحررة على أن نبوة رسول الإسلام ظاهرة علمية، تنسجم والمعايير العقلية، والعلاقة بين العلم والإيمان - من حيث الأساس - علاقة لاتقبل الانفصال.
بالنسبة لتفسير ماهية التلاحم بين العلم والإيمان يتحتم الالتفات إلى ما يلي:
1 - أن مفهوم العلم من خلال الكتاب والسنة يعني البصيرة العلمية.
2 - البصيرة العلمية هي إحساس ونور ورؤية تهدي كل العلوم والمدركات الإنسانية، يعني تضع العلم في طريق تكامل الفرد والمجتمع الإنساني. وبعبارة أخرى: البصيرة العلمية هي جوهر وروح العلم.
3 - يحترم الإسلام ويقيم كل فروع المعرفة، شريطة أن تكون توأم البصيرة العلمية، وأن تستهدف رشد الإنسانية وتكاملها.
4 - أن العلم المجرد عن البصيرة العلمية،