[3992] الهجرة عن بلاد أهل المعاصي الكتاب * (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) * (1).
* (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) * (2).
* (قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) * (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (يا عبادي الذين آمنوا...) * -: لا تطيعوا أهل الفسق من الملوك، فإن خفتموهم أن يفتنوكم على دينكم فإن أرضي واسعة، وهو يقول: * (فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض) * فقال: * (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (يا عبادي الذين آمنوا...) * -: إذا عصي الله في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض، استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد (عليهما السلام) (6).
التفسير:
قوله تعالى: * (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) *: لفظ * (توفاهم) * صيغة ماض أو صيغة مستقبل، والأصل تتوفاهم حذفت إحدى التاءين من اللفظ تخفيفا، نظير قوله تعالى:
* (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء) * (7).
والمراد بالظلم - كما تؤيده الآية النظيرة - هو ظلمهم لأنفسهم بالإعراض عن دين الله وترك إقامة شعائره من جهة الوقوع في بلاد الشرك والتوسط بين الكافرين، حيث لا وسيلة يتوسل بها إلى تعلم معارف الدين، والقيام بما تندب إليه من وظائف العبودية، وهذا هو الذي يدل عليه السياق في قوله: * (قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض...) * إلى آخر الآيات الثلاث.
وقد فسر الله سبحانه الظالمين - إذا أطلق - في قوله: * (لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا) * (8)، ومحصل الآيتين تفسير الظلم بالإعراض عن دين الله وطلبه عوجا ومحرفا، وينطبق على ما يظهر من الآية التي نحن فيها.
قوله تعالى: * (قالوا فيم كنتم) * أي في