الحكيم لا يغرس شجرة إلا شجرة يرضاها، ولا يحمل على خيله إلا فرسا يرضاه، كذلك المؤمن العالم لا يعمل إلا عملا يرضاه ربه (1).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: إن الصقالة تصلح السيف وتجلوه، كذلك الحكمة للقلب تصقله وتجلوه، وهي في قلب الحكيم مثل الماء في الأرض الميتة تحيي قلبه كما يحيي الماء الأرض الميتة، وهي في قلب الحكيم مثل النور في الظلمة يمشي بها في الناس (2).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: إن نقل الحجارة من رؤوس الجبال أفضل من أن تحدث من لا يعقل عنك حديثك، كمثل الذي ينقع الحجارة لتلين، وكمثل الذي يصنع الطعام لأهل القبور. طوبى لمن حبس الفضل من قوله الذي يخاف عليه المقت من ربه، ولا يحدث حديثا إلا يفهم، ولا يغبط امرءا في قوله حتى يستبين له فعله، طوبى لمن تعلم من العلماء ما جهل، وعلم الجاهل مما علم، طوبى لمن عظم العلماء لعلمهم وترك منازعتهم، وصغر الجهال لجهلهم ولا يطردهم ولكن يقربهم ويعلمهم (3).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: يا معشر الحواريين! إنكم اليوم في الناس كالأحياء من الموتى فلا تموتوا بموت الأحياء.
وقال المسيح: يقول الله تبارك وتعالى: يحزن عبدي المؤمن أن أصرف عنه الدنيا، وذلك أحب ما يكون إلي وأقرب ما يكون مني، ويفرح أن أوسع عليه في الدنيا، وذلك أبغض ما يكون إلي وأبعد ما يكون مني، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما (4).
(انظر) البحار: 14 / 283 باب 21.
[4124] مواعظ النبي (صلى الله عليه وآله) الكتاب * (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس، حتى كأن الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب... أما يتعظ آخرهم بأولهم! لقد جهلوا ونسوا كل موعظة في كتاب الله، وأمنوا شر كل عاقبة سوء (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، واعدد نفسك في الموتى، وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك لسقمك، ومن شبابك لهرمك، ومن حياتك لوفاتك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - وهو على ناقته الجدعاء وليست بالعضباء -: أيها الناس! كأن الموت فيها