[3606] مثل الكلمة الطيبة * (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (كشجرة طيبة) * -: رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصلها، وأمير المؤمنين (عليه السلام) فرعها، والأئمة من ذريتهما أغصانها، وعلم الأئمة ثمرتها، وشيعتهم المؤمنون ورقها (2).
- الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) - في قول الله:
* (ضرب الله مثلا كلمة طيبة) * -: يعني النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة من بعده هم الأصل الثابت، والفرع الولاية لمن دخل فيها (3).
قال العلامة الطباطبائي في الميزان بعد نقل الرواية الأولى: أقول: والرواية مبنية على كون المراد بالكلمة الطيبة هو النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد أطلقت الكلمة في كلامه على الإنسان كقوله: * (بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم) * (4)، ومع ذلك فالرواية من باب التطبيق، ومن الدليل عليه اختلاف الروايات في كيفية التطبيق، ففي بعضها أن الأصل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والفرع علي (عليه السلام) والأغصان الأئمة (عليهم السلام) والثمرة علمهم والورق الشيعة كما في هذه الرواية، وفي بعضها أن الشجرة رسول الله وفرعها علي والغصن فاطمة وثمرها أولادها وورقها شيعتنا كما فيما رواه الصدوق عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام)، وفي بعضها أن النبي والأئمة هم الأصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها كما في الكافي بإسناده عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) (5).
التفسير:
واختلفوا في الآية أولا في المراد من الكلمة الطيبة، فقيل: هي شهادة أن لا إله إلا الله، وقيل: الإيمان، وقيل: القرآن، وقيل: مطلق التسبيح والتنزيه، وقيل: الثناء على الله مطلقا، وقيل: كل كلمة حسنة، وقيل: جميع الطاعات، وقيل: المؤمن.
وثانيا في المراد من الشجرة الطيبة، فقيل:
النخلة وهو قول الأكثرين، وقيل: شجرة جوز الهند، وقيل: كل شجرة تثمر ثمرة طيبة كالتين والعنب والرمان، وقيل: شجرة صفتها ما وصفه الله وإن لم تكن موجودة بالفعل.
ثم اختلفوا في المراد بالحين، فقيل: شهران، وقيل: ستة أشهر، وقيل: سنة كاملة، وقيل: كل غداة وعشي، وقيل: جميع الأوقات.
والاشتغال بأمثال هذه المشاجرات مما يصرف الإنسان عما يهمه من البحث عن معارف كتاب الله، والحصول على مقاصد الآيات الكريمة