[3795] إسماعيل (عليه السلام) الكتاب * (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه: * (واذكر في الكتاب إسماعيل...) * لم يكن إسماعيل بن إبراهيم، بل كان نبيا من الأنبياء بعثه الله عز وجل إلى قومه، فأخذوه فسلخوا فروة (2) رأسه ووجهه، فأتاه ملك فقال: إن الله بعثني إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين (عليه السلام) (3).
- عنه (عليه السلام): إن إسماعيل كان رسولا نبيا، سلط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه، فأتاه رسول من رب العالمين، فقال له: ربك يقرئك السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك وقد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين بن علي (عليهما السلام) أسوة (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لسليمان الجعفري -:
أتدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد؟
قال: قلت: لا أدري، قال: وعد رجل فجلس له حولا ينتظره (5).
- في تفسير القمي في قوله تعالى: * (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد) * قال: وعد وعدا فانتظر صاحبه سنة، وهو إسماعيل بن حزقيل (6).
أقول: قال العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه بعد نقل الحديث: وعده (عليه السلام) - وهو أن يثبت في مكانه في انتظار صاحبه - كان مطلقا لم يقيده بساعة أو يوم ونحوه، فألزمه مقام الصدق أن يفي به بإطلاقه، ويصبر نفسه في المكان الذي وعد صاحبه أن يقيم فيه حتى يرجع إليه.
وصفة الوفاء - كسائر الصفات النفسانية من الحب والإرادة والعزم والإيمان والثقة والتسليم - ذات مراتب مختلفة باختلاف العلم واليقين، فكما أن من الإيمان ما يجتمع مع أي خطيئة وإثم وهو أنزل مراتبه ولا يزال ينمو ويصفو حتى يخلص من كل شرك خفي فلا يتعلق القلب بشئ غير الله ولو بالتفات إلى من دونه وهو أعلى مراتبه كذلك الوفاء بالوعد ذو مراتب، فمن مراتبه في المقال مثلا إقامة ساعة أو ساعتين حتى تعرض حاجة أخرى توجب الانصراف إليها وهو الذي يصدق