ومنها: الإشارة إلى تفهيمه الحكم في الغنم التي نفشت في الحرث كما في سورة الأنبياء الآية 78، 79.
ومنها: الإشارة إلى حديث النملة كما في سورة النمل الآية 18، 19.
ومنها: قصة الهدهد وما يتبعها من قصته (عليه السلام) مع ملكة سبأ، سورة النمل الآية 20 - 44.
ومنها: الإشارة إلى كيفية موته (عليه السلام) كما في سورة سبأ الآية 14...
2 - الثناء عليه في القرآن:
ورد اسمه (عليه السلام) في بضعة عشر موضعا من كلامه تعالى، وقد أكثر الثناء عليه فسماه عبدا أوابا، قال تعالى: * (نعم العبد إنه أواب) * (1)، ووصفه بالعلم والحكم، قال تعالى: * (ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما) * (2)، وقال:
* (ولقد آتينا داود وسليمان علما) * (3)، وقال:
* (وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير) * (4)، وعده من النبيين المهديين، قال تعالى: * (وأيوب ويونس وهارون وسليمان) * (5)، وقال: * (ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان) * (6).
3 - ذكره (عليه السلام) في العهد العتيق:
وقعت قصته في كتاب الملوك الأول، وقد أطيل فيه في حشمته وجلالة أمره وسعة ملكه ووفور ثروته وبلوغ حكمته، غير أنه لم يذكر فيه شئ من قصصه المشار إليها في القرآن إلا ما ذكر أن ملكة سبأ لما سمعت خبر سليمان وبنائه بيت الرب بأورشليم وما أوتيه من الحكمة أتت إليه ومعها هدايا كثيرة، فلاقته وسألته عن مسائل تمتحنه بها فأجاب عنها ثم رجعت (7).
وقد أساء العهد العتيق القول فيه (عليه السلام)، فذكر (8) أنه (عليه السلام) انحرف في آخر عمره عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام، فسجد لأوثان كانت تعبدها بعض أزواجه.
وذكر أن والدته كانت زوج أوريا الحتي فعشقها داود (عليه السلام) ففجر بها فحبلت منه، فاحتال في قتل زوجها أوريا حتى قتل في بعض الحروب، فضمها إلى أزواجه فحبلت منه ثانيا وولدت له سليمان.
والقرآن الكريم ينزه ساحته (عليه السلام) عن أول الرميتين بما ينزه به ساحة جميع الأنبياء بالنص على هدايتهم وعصمتهم، وقال فيه خاصة: * (وما كفر سليمان) * (9).
وعن الثانية بما يحكيه من دعائه (عليه السلام) لما سمع قول النملة: * (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) * (10) فقد بينا في تفسيره أن فيه دلالة على أن والدته كانت من أهل