ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة السن! قالت: فرأيت رسول الله غضب غضبا شديدا، فسقطت في يدي (1)، فقلت:
اللهم إنك إن أذهبت بغضب رسولك (صلى الله عليه وآله) لم أعد بذكرها بسوء ما بقيت (2).
قالت: فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لقيت قال:
كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقت مني (3) حيث حرمتموه، قالت: فغدا وراح علي بها شهرا (4).
[3847] 20 - إجهاد نفسه في العبادة الكتاب * (طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): لما نزل على النبي (صلى الله عليه وآله) * (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا) * قام الليل كله حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلا ويضع رجلا، فهبط عليه جبريل فقال: * (طه) * يعني الأرض بقدميك يا محمد * (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) * وأنزل * (فاقرأوا ما تيسر من القرآن) * (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت أم سلمة في ليلتها، ففقدته من الفراش، فدخلها في ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم رافع يديه (7) يبكي وهو يقول: " اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا... اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا.
قال: فانصرفت أم سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبكائها، فقال لها: ما يبكيك يا أم سلمة؟ فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر الله لك ما تقدم عن ذنبك وما تأخر...؟! فقال: يا أم سلمة وما يؤمنني؟
وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا؟ (9).
- بكر بن عبد الله: إن عمر بن الخطاب دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو موقوذ - أو قال: محموم - فقال له عمر: يا رسول الله ما أشد وعكك؟
فقال: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال، فقال عمر: يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت