[3949] الأنفال الكتاب * (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) * (1).
* (وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير * ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) * (2).
التفسير:
الأنفال جمع نفل بالفتح وهو الزيادة على الشئ، ولذا يطلق النفل والنافلة على التطوع لزيادته على الفريضة، وتطلق الأنفال على ما يسمى فيئا أيضا، وهي الأشياء من الأموال التي لا مالك لها من الناس كرؤوس الجبال، وبطون الأودية، والديار الخربة، والقرى التي باد أهلها، وتركة من لا وارث له وغير ذلك، كأنها زيادة على ما ملكه الناس فلم يملكها أحد وهي لله ولرسوله، وتطلق على غنائم الحرب كأنها زيادة على ما قصد منها، فإن المقصود بالحرب والغزوة الظفر على الأعداء واستئصالهم، فإذا غلبوا وظفر بهم فقد حصل المقصود، والأموال التي غنمه المقاتلون والقوم الذين أسروهم زيادة على أصل الغرض...
وقد اختلف المفسرون في معنى الآية وموقعها اختلافا شديدا من جهات: من جهة معنى قوله: * (يسألونك عن الأنفال) * وقد نسب إلى أهل البيت (عليهم السلام) وبعض آخر كعبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن مصرف أنهم قرأوا: * (يسألونك الأنفال) * فقيل:
" عن " زائدة في القراءة المشهورة، وقيل:
بل مقدرة في القراءة الشاذة، وقيل: إن المراد بالأنفال غنائم الحرب، وقيل: غنائم غزوة بدر خاصة بجعل اللام في الأنفال للعهد، وقيل: الفئ الذي لله والرسول والإمام، وقيل:
إن الآية منسوخة بآية الخمس، وقيل: بل محكمة، وقد طالت المشاجرة بينهم كما يعلم بالرجوع إلى مطولات التفاسير كتفسيري الرازي والآلوسي وغيرهما.
والذي ينبغي أن يقال بالاستمداد من السياق:
أن الآية بسياقها تدل على أنه كان بين هؤلاء المشار إليهم بقوله: * (يسألونك) * تخاصم، خاصم به بعضهم بعضا بأخذ كل جانبا من القول لا يرضى