لا يضيع ما استحفظ، ولا ينسى ما ذكر، ولا ينابز بالألقاب، ولا يضار بالجار، ولا يشمت بالمصائب، ولا يدخل في الباطل، ولا يخرج من الحق.
إن صمت لم يغمه صمته، وإن ضحك لم يعل صوته، وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه، بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوه بمكر وخديعة.
قال: فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما والله لقد كنت أخافها عليه، ثم قال: أهكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها.
فقال له قائل: فما بالك يا أمير المؤمنين؟
فقال (عليه السلام): ويحك، إن لكل أجل وقتا لا يعدوه وسببا لا يتجاوزه، فمهلا لا تعد لمثلها، فإنما نفث الشيطان على لسانك (1).
(انظر) الدين: باب 1319، الإيمان: باب 291 - 297.
[4170] ما يورث التقوى الكتاب * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) * (2).
* (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) * (3).
(انظر) البقرة: 63، الأعراف: 63.
- الإمام علي (عليه السلام): التقوى ثمرة الدين، وأمارة اليقين (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن المتقين الذين يتقون الله من الشئ الذي لا يتقي منه خوفا من الدخول في الشبهة (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لأبي ذر -:
يا أبا ذر! لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه؟ أمن حل ذلك، أم من حرام؟ (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لكل شئ معدن، ومعدن التقوى قلوب العارفين (8).
- الإمام علي (عليه السلام) - إنه كان يدعو كثيرا -:
أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي، لك الحجة علي ولا حجة لي، ولا أستطيع أن آخذ إلا