(الخامس) أن يقصد به الثواب ورفع العقاب بأن يكون الداعي إلى امتثال أمره رجاء ثوابه وتخليصه من النار. وأما إذا كان قصده ذلك على وجه المعاوضة من
____________________
والثاني إما أنه لحاظ كماله الذاتي، وأهليته للعبادة وهو أرقى المراتب، أو من أجل حسنه الناشئ من نعمه واحسانه، والأول إما أنه تحصيل رضاه، أو التقرب منه، أو طمعا في ثوابه، أو خشية من عقابه.
(1): من الواضح جدا أن المراد بالقرب ليس هو القرب المكاني الحقيقي، بل ولا الادعائي التنزيلي لوضوح أن القرب بين شيئين يتضمن التضايف بحيث أن أحدهما إذا كان قريبا كان الآخر أيضا كذلك واقعا أو تنزيلا.
ومن البين أنه سبحانه قريب من جميع البشر، بل هو أقرب إلينا من حبل الوريد، وكل شئ حاضر عنده حضورا ذاتيا، بيد أن البعض منا بعيد عنه لكونه غريقا في الذنوب والخطايا المستوجب لعدم توجهه والتفاته إليه، فهو قريب من عباده تنزيلا وهم بعيدون عنه بل المراد من القرب الذي يتوخاه العبد في عبادته هو طلب الحضور بين يدي الرب والشهود عنده بحيث كأنه يراه ويشاهده شهودا قلبيا لا بصريا. ويستفاد من كثير من الأدعية والروايات أن الغاية القصوى من العبادات هو لقاء الله تعالى، والوصول إلى هذه
(1): من الواضح جدا أن المراد بالقرب ليس هو القرب المكاني الحقيقي، بل ولا الادعائي التنزيلي لوضوح أن القرب بين شيئين يتضمن التضايف بحيث أن أحدهما إذا كان قريبا كان الآخر أيضا كذلك واقعا أو تنزيلا.
ومن البين أنه سبحانه قريب من جميع البشر، بل هو أقرب إلينا من حبل الوريد، وكل شئ حاضر عنده حضورا ذاتيا، بيد أن البعض منا بعيد عنه لكونه غريقا في الذنوب والخطايا المستوجب لعدم توجهه والتفاته إليه، فهو قريب من عباده تنزيلا وهم بعيدون عنه بل المراد من القرب الذي يتوخاه العبد في عبادته هو طلب الحضور بين يدي الرب والشهود عنده بحيث كأنه يراه ويشاهده شهودا قلبيا لا بصريا. ويستفاد من كثير من الأدعية والروايات أن الغاية القصوى من العبادات هو لقاء الله تعالى، والوصول إلى هذه