ويأتي به علما ظاهر * يريد بذلك حفظا وصونا وعلم إلا له بما قاله * أصح دليل وأقواه بينا تحيل العقول ببرهانها * وجود الذي ساقه الشرع عونا ويقبله كل عقل سليم * ويكسوه حمدا فيكسوه زينا ولما كان الدليل النظري مثلنا في المعنى مربعا في الظاهر والتثليث فرد والتربيع شفع لذلك لم يعلم من الحق إلا فردية المرتبة ولم تعلم إلا بالخلق فارتبط الحق بالخلق والخلق بالحق ارتباط التربيع بالتثليث والتثليث بالتربيع في المقدمتين اللتين أعطت العلم بتوحيد الله في ألوهيته فانظر إلى حكم الحقائق كيف اقتضت في الأدلة أن تكون على هذه الصورة فضم الوجود حقا وخلقا وواجبا لنفسه وواجبا بغيره إن الدليل مثلث الأركان * كالبيت وهو مربع محسوس وكذلك الحق الذي دلت عليه * الكائنات يبينه التقديس حظ الدليل من الإله وجوده * ما حظه الترجيل والتعريس إن قلت إن الحق عنك منزه * فدليل شرع أنه ملموس ومنزه أيضا بشرعك فاعتبر * في الحالتين فعقلك المنحوس إن جاء كرب الفكر من تنزيهه * يتلوه من رحماته التنفيس لله عين في المراتب كلها * تثليث أو تربيع أو تسديس فإذا أراد الله حفظ وجوده * في قلبكم يأتي به التخميس الحق يحفظ نفسه وعباده * كالخمس والعشرين يا مرؤس فإذا أتيت بخمسة مضروبة * في خمسة قد زال عنك البؤس ولحقت بالملأ المقدس كونه * وتعين التأصيل والتأسيس ودعيت في الملاين إن حققت من * يدعوك يا من غره إبليس أنت المقدم في الوجود كآدم * في كونه سبقا فأنت رئيس أراد بالبيت في هذا النظم المشبه به الكعبة فإنها ذات ثلاثة أركان مثلثة الشكل ولهذا جعل الحجر فلما اقتطع من البيت مقدار سبعة أذرع حجروا عليها بالحجر حتى يصح الطواف بالبيت فإنه صح عن رسول الله ص إن الكعبة لما بنيت قصرت بهم النفقة فتركوا من البيت سبعة أذرع في الحجر ولهذا ردها عبد الله بن الزبير على قواعد إبراهيم ع فأمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف أن يردها على ما كانت عليه أولا ثم ندم وقال يا ليتني تركت ابن الزبير وما تحمل ثم ترك الأمر وأدار الحجر كما كان احتراما للبيت لئلا يتعرض إليه بالهدم في كل وقت من الخلفاء على ما يعطيهم في ذلك فأبقاه سدا لهذه الذريعة فاعلم ذلك أما تثليثه ليكون على اثنتي عشرة قاعدة كل ثلث من العلم بالله فالثلث الواحد من العلم بالله هو ما يعلم من الله بالدليل والثلث الآخر ما يعلم منه سبحانه بالشهود عند التجلي والثلث الثالث هو ما يعلم منه بإعلامه سبحانه وهو أصح الأقسام في العلم بالله وتفصيل قواعده يطول وقد أحلناك في العلم بها عليه سبحانه لتدرك ذلك ذوقا إن شاء الله تعالى وعن هذه القواعد ظهرت بروج الفلك وهي الحمل والثور والتومان والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدالي والحوت ثلاثة منها نارية وهي الحمل والأسد والقوس وثلاثة ترابية وهي الثور والسنبلة والجدي وثلاثة هوائية وهي الجوز أو تسمى التومان ثم الميزان والدالي وثلاثة مائية وهي السرطان والعقرب والحوت فهي أربع مراتب مضروبة في ثلاثة المجموع اثنا عشر وهو انتهاء أسماء العدد من جهة بسائطه ثم يقع التركيب إلى ما لا يتناهى فمن واحد إلى تسعة والعقد ثلاثة عشرات ومئون وآلاف فالجموع اثنا عشر وأما التسديس من ذلك فالتثليث نصفه فهما طرفان
(٣٢)