لا غير فما ثم بالنظر إلى الحق إلا أحدية محضة خالصة لا يشوبها اختيار ألا تراه يقول تعالى لو شاء كذا لكان كذا فما شاء فما كان ذلك فنفى عن نفسه تعلق هذه المشيئة فنفى الكون عن ذلك المذكور غير إن لله تعالى نسبتين في الحكم الواقع في العالم بالامتناع أو بالوقوع فالنسبة الواحدة ما ظهر من العالم في العالم من الأحكام الواقعة والممتنعة بمشيئتهم أعني بمشيئة العالم التي أوجدها الله في العالم والنسبة الأخرى ما يظهر من الأحكام في العالم لا من العالم وذلك من الله بالوجه الخاص الذي لله في كل كائن الذي لا يعلمه إلا أهل الله خاصة والمشيئة التي يشاء بها العالم من العالم مشاءة لله تعالى من الوجه الخاص ثم هي لله كالآلة للصانع ظاهرة التعلق منفية الحكم فالعلماء بالله ينسبون الواقع بالآلة إلى الله والذين لا علم لهم ينسبونها إلى الآلة وطائفة متوسطة ينسبون إلى الآلة ما ينسب الحق إليها على حد علمه في ذلك وينسبون الكل إلى الله أدبا مع الله وحقيقة فهم الأدباء مع الله المحققين وهم الذين جمعوا بين الشرع والعقل والوجه الصحيح في العلم الإلهي لا يتمكن للعقل أن يصل إليه من حيث نظره لا بل ولا من جهة شهوده ولا من تجليه وإنما يعلم بإعلامه على الوجه الذي يكون إعلامه لمن اختصه من صور عباده الظاهرة في وجوده فإن العلم بالله من حيث النظر والشهود على السواء ما يضبط الناظر ولا المشاهد إلا الحيرة المحضة فإذا وقع الإعلام الإلهي لمن وقع حيث وقع من دنيا وآخرة حصل المقصود دلالات الوجود على وجودي * تعارضها دلالات الشهود فإن العين ما شهدت سواه * بعين شهودها عند الوجود وأين الغير لم يثبت فيبدو * مع التكثير من عين المزيد عجبت لمن يعز وقد تعالى * ويظهر في المراد وفي المريد لقد نزلت معاليه وجلت * بأحكام الدلائل بالسعود أمن بعد النزول يكون مرقى * وعين نزوله عين الصعود إضافات الأمور لها احتكام * فكون الرب في كون العبيد فلو لا الأصل ما ظهرت فروع * تدل على الأصول من الشهيد لقد أظهرت سر الأمر فيه * لكل مثاقف ندب جليد صبور لا يقاومه صبور * عزيز في تصرفه شديد فإن الدليل يعطي وجودي إذ ليس الدليل سوى عيني ولا عيني سوى إمكاني ومدلولي وجود الحق الذي إليه استنادي ونفي ما هو حق لي عمن إليه استنادي والشهود ينفي وجودي لا ينفي حكمي فيمن ظهر فيه ما ينسب إليه أنه عيني وهو حكمي والوجود لله فاستفدت من الحق ظهور حكمي بالصور الظاهرة لا حكم ظهور عيني فيقال وما ثم قائل غيري إن هذه الصور الظاهرة في الوجود الحق التي هي عين حكمي إنها عيني هذا يعطيه الشهود فالشهود يعارض الأدلة النظرية والخلق لله يعلمه وعلمه ليس سوى ما أعطاه ما أنا عليه في عيني وليس في البراهين أصح من برهان إن وهو عند القائلين بالبراهين البرهان الوجودي وليس يدل شئ منه على معرفة هوية الحق وغايته علمه بنسبة الوجود إليه وأن عينه عين وجودي ونفي ما يستحقه الحادث عنه غير هذا لا يعرف منه بالبرهان وساعده الشرع وهو ما أوحى به إلى الرسول المترجم عنه الذي أخبر عنه أنه لا ينطق عن الهوى وأنزله في الكون منزلته فمما نطقه به مما يساعد النظر الفكري ليس كمثله شئ وهو من الكلام الظاهر الذي يمكن أن يكون له وجه غير الوجه الذي يضبطه العقل منه ويكون له الوجه الذي يضبطه العقل منه وما ورد السمع بأقوى من هذه الدلالة مع هذا الاحتمال الذي فيها أصح البراهين برهان إن * وليس يريك من الحق عينا ففي الحق يعطيك نفيا وسلبا * وفيما عدا الحق يعطيك كونا وينفي نعوتا أتاك القرآن * بها مثل قول المشرع أينا
(٣١)