أمر مزيل حكمها من خلقه * فعلمت منه خلافتي بالذات فإنا المبرز في كمال خلافتي * عنه ويعلم ذاك كل موات اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس أن الكشف المختص بهذا الذكر أن تطلع منه ذوقا على كون المؤمنين بعضهم أولياء بعض والمؤمن اسم لله تعالى والمؤمن اسم للإنسان وقد عم في الولاية بين المؤمنين فهو ولي الذين آمنوا بإخراجه إياهم من الظلمات إلى النور وليس إلا إخراجهم من العلم بهم إلى العلم بالله فإنه يقول من عرف نفسه عرف ربه فيعلم أنه الحق فيخرج العارف المؤمن الحق بولايته التي أعطاه الله من ظلمة الغيب إلى نور الشهود فيشهد ما كان غيبا له فيعطيه كونه مشهودا ولم يكن له هذا الحكم من هذا الشخص قبل هذا فهذا للعبد تول بهذا القدر من كون الحق له اسم المؤمن كما تولى الحق عبده من كونه مؤمنا وكون الشخص مؤمنا سببا في إخراجه من الظلمات إلى النور وذلك نصرته المؤمنين من عباده فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وهذا من باب الإشارة إلى حكم الأسماء فيشد منا ونشد منه قال تعالى إن تنصروا الله ينصركم من حيث هو المؤمن ونحن المؤمنون فلنا منه التولي * وله مني ذلك * وإذا لم يكن الأمر * كذا فالكل هالك أنا مال الله فاحفظ * يا إلهي عين مالك * فإنا حفظت فقري * وهو مالي من هنالك ما في قوله مالي هو بمعنى الذي فاعلم يا ولي أن ظلمة الإمكان أشد الظلمات فإنها عين الجهل المحض فإذا تولى الله عبده أخرجه من ظلمة هذا الجهل الذي هو الإمكان وليس إلا نظره لنفسه معرى عن نظره للذي تولاه فيخرجه بهذا التولي من ظلمة إمكانه إلى نور وجوب وجوده به وهو المنعوت بالواجب فأخرجه منه لنفسه وفرق بين الوجوب الذي حكمه لله وبين حكم الوجوب الذي لنا بالتقيد به فوجوبه تعالى لنفسه ووجوبنا به فاشتركنا في الوجوب * وافترقنا في القيود * ثم حزنا بالوجود * ما لنا من الحدود حين حزنا بالوجود * ما لنا من الحدود * فنسميه إلها * واختصصنا بالعبيد فهو لي أشرف وسم * وأنا منه بعيد * ومشى بذاك أمري * في قريب وبعيد فإنا أحمد ربي * حين أدعي بالحميد * وعلمنا ذاك حقا * في مغيب وشهود ثم لو جحدت هذا * ما تمشي لي جحودي * ولذا أنزلت بدري * بمنازل السعود ورأيت عين ذاتي * في هبوط وصعود * فأنا من أجل هذا * أتسمى بالسعيد فأنا إن كنت شيخا * عقلنا عقل الوليد فولاية العبد ربه وولاية الرب عبده في قوله إن تنصروا الله ينصركم وبين الولايتين فرق دقيق فجعل تعالى نصره جزاء وجعل مرتبة الإنشاء إليك كما قدمك في العلم بك على العلم به وذلك لتعلم من أين علمك فتعلم علمه بك كيف كان لأنه قال ولنبلونكم حتى نعلم وقد ذكرنا في كتاب المشاهد القدسية أنه قال لي أنت الأصل وأنا الفرع على وجوه منها علمه بنا منا لا منه فانظر فإن هنا سرا غامضا جدا وهو عند أكثر النظار منه لا منا أوقعهم في ذلك حدوثنا والكشف يعطي ما ذكرناه وهو الحق الذي لا يسعنا جهله ولما سألني عن هذه اللفظة مفتي الحجاز أبو عبد الله محمد بن أبي الصيف اليمني نزيل مكة ذكرت له أن علمنا به فرع عن علمنا بنا إذ نحن عين الدليل يقول رسول الله ص من عرف نفسه عرف ربه كما إن وجودنا فرع عنه ووجوده أصل فهو أصل في وجودنا فرع في علمنا به وهو من مدلول هذه اللفظة فسر بذلك وابتهج رحمه الله وهذا الوجه الآخر من مدلولها أيضا وهو أعلى ولكن ما ذكرناه له رحمه الله في ذلك المجلس لأنه ما يحتمله ولا يقدر أن ينكره وما ثم ذلك الايمان القوي عنده ولا العلم ولا النظر السليم فكان يحار فأبرزنا له من الوجوه ما يلائم مزاج عقله وهو صحيح فإنه ما ثم وجه إلا وهو صحيح في الحق وليس الفضل إلا العثور على ذلك فالله ولي المؤمن والمؤمن ولي الله سئل رسول الله ص فقيل له من أولياء الله فقال ص الذين إذا رأوا ذكر الله فذكر وعلم وشهد برؤيتنا إياهم فجعلهم أولياء الله كما جاء عن الله أنه ولي الذين آمنوا
(١٤٧)