دلائل عليه فأعرض عنهم فامتثل أمر الله فأعرض ووقف غيره مع أمره أن يتركهم في خوضهم يلعبون فامتثلنا أمر الله وتركنا هم فكشف الغطاء عن أبصارنا فعلمنا على الشهود من الخائض اللاعب وما هو هذا الجمع الذي أظهره ضمير لفظة هم في قوله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وقد تقدم أنه ما ثم أثر إلا للأسماء الإلهية فثبت الجمع لله بأسمائه وثبت التوحيد بهويته فما ثم جمع ولا واحد * سوى الحق فاشهد وذر من أمر كما قال في خوضه لاعبا * لحكم القضاء وحكم القدر فما ثم فيما ترى لاعب * سوى من يصرف هذي الصور فتبصره وهو يلهو بها * كما شاءه حين يقضي الوطر هي الصولجان وميدانها * وجودي لتصريف هذي الكور تجول الخيول بميدانها * مراكب أرواحها في البشر وهم في الركوب على ظهرها * وإن سلموا فوق متن الخطر فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم فهو القاتل وإن لم يرد هذا الاسم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى فهو الرامي بالصورة المحمدية وإن لم يرد هذا الاسم ترميهم بحجارة من سجيل في صورة طير وإن لم يرد سرابيل تقيكم الحر وهو الواقي وإن لم يرد والسرابيل اسم فهذا من الخوض فاعلم به * لتعلم من ذلك الخائض وأبرم وما أنت أبرمته * وكن ناقضا فهو الناقض وقل للذي يجبن انهض به * فتحمد نهوضك يا ناهض فلم تقتلوهم ولكنه * هو القاتل الفارس الفارض ليس مسمى اللعب باللعب على طريق الذم فإن اللعب مفرحة النفوس إلا أن الحق جعل لهذا اللعب مواطن فإذا تعدى العبد بلعبه تلك المواطن تعلق به الذم لا من كونه لعبا بل من كونه في ذلك الموطن ثم لتعلم إن الأمور تختلف بالقصد وإن اجتمعت في الصورة وقد بينا هذا المعنى فيما جبل عليه الإنسان في أصل خلقه من البخل والجبن والحرص والشرة وهي في العامة خلق مذمومة عرفا فبين الحق لها مصارف تحمد فيه فلولا أنها قابلة للحمد بالذات ما حمدت في المصارف الإلهية التي عين لها الحق واللعب منها وقد أمرنا الحق أن نذر الخائض يلعب في خوضه وقد أمرنا بالنصح وتغيير المنكر بالمعروف وهو أن نبين وجه المعروف في المنكر فنزيل عنه اسم المنكر كما هو في نفس الأمر معروف فإنه ما في الوجود من يقع عليه نعت النكرة فإن كل شخص قد عينته شخصيته فأين المنكور فإذا فهمت مقالتي فافرح بها * فالقول قول الله في المخلوق إذ كان من فهم الذي قد قلته * من حكمة أدى إلي حقوقي هذا ما أنتجه المقال فكيف يكون ما ينتجه العمل فإن الله ما أمرنا إلا أن نقول الله ونترك كل حرف بما عنده فارحا ما كلفني غير ذلك فقال قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون عن بصيرة فإنهم بين أن يحمدوا ذلك الخوض أو يذموه عقدا فإن حمدوه فقد قلنا إنه تعالى عند كل معتقد وإن وجدوه في تصور من تصوره لا يزول بزوال تصور من تصوره إلى تصور آخر بل يكون له أيضا وجود في ذلك التصور الآخر كما يتحول يوم القيامة في التجلي من صورة إلى صورة وما زالت عنه تلك الصورة التي تحول عنها لأن الذي كانت معتقده فيها يراه فما هو إلا كشف منه تعالى عن عين هذا الذي يدركها لا غير فهم على بصيرة وإن ذموه فهم الذين تحول في حقهم إلى الصورة التي تحول إليها بعلامتهم فهم في ذمهم على بصيرة لأنه لذلك خلقهم كما تعبد كل مجتهد بما أداه إليه اجتهاده وحرم عليه إن يعبده باجتهاد غيره إذا كان من أهل الاجتهاد سواء فالمقلد مطلق فيما يجئ به المجتهدون ويختار ما شاء فله الاتساع في الشرع وليس للمجتهد ذلك فإنه مقيد بدليله وإن
(١٤٢)