العقاب من لوازم الأفعال صحيح دافع لمحذور استحالة التشفي لكنه غير مناسب للكلام في اختيارية الفعل والأشكال في العقوبة من أجلها ولا لترتب العقاب على الاستحقاق فان مبنى الملازمة غير مبنى الاستحقاق بحكم العقلاء بل الجواب عنه بناء على المبنى المزبور ما سيأتي إنشاء الله تعالى، ولعل الجواب المزبور من أجل عدم الاعتناء بالمبنى المذكور وأنه لا نقول بالعقاب من أجل عدم الاعتناء بالمبنى المذكور وأنه لا نقول بالعقاب من أجل حكم العقلاء بالاستحقاق حتى يرد علينا إشكال انتهاء الفعل إلى ما لا بالاختيار. بل نقول بأن الفعل الناشئ عن هذا المقدار من الاختيار مادة لصورة أخروية، والتعبير بالاستحقاق بملاحظة أن المادة حيث كانت مستعدة فهي مستحقة لإفاضة الصورة من واهب الصورة.
ومنه تعرف أن نسبته التعذيب والادخال في النار إليه تعالى بملاحظة أن إفاضة تلك الصورة المؤلمة المحرقة التي تطلع على الأفئدة منه تعالى بتوسط ملائكة العذاب فلا ينافي القول باللزوم مع ظهور الآيات والروايات في العقوبة من معاقب خارجي.
نعم يبقى الأشكال من جهات لا ينبغي إهمالها وقطع النظر عن دفعها.
منها أنه ما الموجب لاختيار التعذيب والمعاقبة من المختار الرجيم بعد استحالة التشفي في حقه تعالى بناء على مبنى الاستحقاق عقلا أو شرعا.
ويجاب عنه بأحد وجهين.
الأول: أن التعذيب من باب تصديق التخويف والايفاء بالوعيد الواجبين