مستقلين.
قوله: هدم تعددها هيهنا الخ: إنشاء الله تعالى في محله أن الوجوب المبحوث عنه هو الوجه الواقعي لا الوجه اللفظي، ومن الواضح أن المقدمة لا تجب بما لها من العنوان الذاتي بل بما لها من حيثية المقدمية وهي حيثية واقعية ربما لا توجد في غيرها.
قوله: بوجوب واحد نفسي لسبقه إلخ: لا يخفى عليك أن السبق المتصور هنا إما سبق زماني، أو سبق بالعلية، أو سبق بالطبع.
أما السبق الزماني: فلا وجه له لأن ترشح الوجوب الغيري من الوجوب النفسي لا يستدعي سبقا زمانيا بل في العلة البسيطة أو الجزء الأخير من المركبة يستحيل السبق الزماني لاستحالة تخلف المعلول عن العلة ولو في آن.
وأما السبق بالعلية: فمن الواضح أن الوجوب النفسي أنما يتصف بالسبق بالعلية إذا اتصف بالعلية للوجوب الغيري، والمفروض هنا استحالة الوجوب الغيري مع الوجوب النفسي فكيف يعلل وجود الوجوب النفسي دون الغيري بما يتوقف على وجود الوجوب الغيري الموجب لاستحالة وجوده، أم كيف يعلل عدم الوجوب الغيري بما يتوقف على وجوده؟ ضرورة أن السبق واللحوق متضائفان كالعلية والمعلولية، والمتضائفان متكافئان في القوة والفعلية، ومنه علم حال السبق بالطبع فان الوجوب النفسي أنما يوصف بالسبق بالطبع مع اتصاف الوجوب الغيري بالتأخر الطبعي وهو هنا محال والسبق والتأخر متضائفان، وكون الوجوب النفسي في نفسه كك إذا أضيف إلى الوجوب الغيري لا يجدي إذا لم يكن كك بالفعل بل الوجه لاتصافه بالوجوب النفسي دون الغيري هو أن الوجوب الغيري وجوب معلولي متقوم بالوجوب النفسي فوجوده بلا وجوده محال، وهما معا أيضا كك لما عرفت بخلاف الوجوب النفسي فقط فإنه لا مانع منه.
وبعبارة أخرى تأثير ملاك الوجوب الغيري مشروط بتأثير ملاك الوجوب