حين كونها في الذهن فإذا كان النظر مقصورا عليها ولوحظت مضافة إلى الأفراد الخارجية والذهنية، وكانت غير آبية عن الصدق عليها يقال إنها جهة جامعة مشتركة، فالمنتزع عن الأفراد هي الجهة المشتركة وهي واحدة بوحدة طبيعية لا بوحدة وجودية عددية، وصحة انتزاع هذا الواحد من كل واحد من الموجودات هو معنى وجود الطبيعي بالعرض في الخارج بناء على أصالة الوجود وهو معنى ان الطبيعي كالآباء بالإضافة إلى الأثناء في قبال القائل بأنه واحد عددي فإنه كالأب الواحد والمشخصات كالأبناء.
أما من حيث البناء فلان مفرد الجامع في الذهن هو الوجود الذهني فايجاده في الذهن باللفظ عين تفريده وجعله فردا، والمفروض عدم الاختصاص في المفردات ومنها وجوده في ذهن المخاطب فافهم ولا تغفل.
" التحقيق في المعنى الحرفي " قوله فقد توهم أنه وضع الحروف وما الحق بها من الأسماء الخ:
تحقيق المقام يتوقف على تحقيق المعاني الحرفية والمفهومات الأدوية وبيان المراد من عدم استقلالها والمفهومية، فنقول الذي ينساق إليه النظر الدقيق بعد الفحص والتدقيق أن المعنى الحرفي والأسمى متباينان بالذات، لا اشتراك لهما في طبيعي معنى واحد، والبرهان على ذلك هو ان الاسم والحرف لو كانا متحد في المعنى، وكان الفرق بمجرد اللحاظ الاستقلالي والآلي لكان طبيعي المعنى الوحداني قابلا لأن يوجد في الخارج على نحوين كما يوجد في الذهن على طورين مع أن الحر في كأنحاء النسب والروابط لا يوجد في الخارج إلا على نحو واحد وهو الوجود لا في نفسه، ولا يعقل أن توجد المعنى النسبة في الخارج بوجود نفسي (1) فان القائل لهذا النحو من الوجود ما كان له مهية تامة ملحوظة في