بملاحظة أن حقيقة ظهور ما خفي أولا بل العلم والإرادة فيه تعالى حيث أنهما واحد فلازمه كون موت زيد مثلا معلوما ومجهولا ومرادا وغير مراد لا تغير العلم والإرادة فافهم فإنه دقيق.
قوله: بعالم لوح المحو والاثبات الخ: وهو عالم مثال الكل ومنزلته من عالم اللوح المحفوظ منزلة لخيال من القوة العقلية، وفيه صور ما في عالم اللوح المحفوظ بنحو الجزئية كما أن في عالم اللوح المحفوظ الذي هو عالم النفس الكلية صور دقايق المعاني بنحو العقلية التفصيلية كما أن ما فوقه عالم العقل الكلي وفيه صور عقلية إجمالية فهذا عالم الجمع العقلي، وما تقدم عالم الفرق العقلي وما تقدمه عالم المثال الجزئي ولبرائة عالم النفس الكلية عن شوب الجزئية والتجدد والتصرم سمي عالم اللوح المحفوظ ولشوب عالم المثال بالتجدد والانصرام سمي عالم لوح المحو والاثبات، وحيث أن عالم الطبيعة مظهر عالم المثال وظله فإذا اتصل نفس من النفوس القدسية بعالم المثال فوجد ما يقتضي موت زيد حال اتصال نفسه به فلذا يخبر بأنه يموت مع عدم اطلاعه على ثبوت ما يقتضي الحياة فيما بعد لكونه تدريجيا تجدديا بخلاف ما إذا اتصل بعالم اللوح المحفوظ فان ذلك العالم عالم الصور العقلية ولا تجدد ولا تدرج في العوالم العقلية فإنها عين الفعلية فلا محالة يطلع على نفس ما هو الواقع لا ما يقتضى الوقوع مع امكان المانع فهذه نبذة من الفرق بين العوالم والله العالم.
قوله: كما ربما يتفق لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله الخ: كيف و هو ص في قوس الصعود متصل بعالم العقلي الكلي، ومقامه مقام العقل الأول و هو فوق عالم النفس الكلية عالم اللوح المحفوظ وإن كانت العبارة تشعر بأن عالم اللوح المحفوظ غاية ارتفاعه وصعوده في سيره الاستكمالي، وتمام الكلام في محله فراجع.
قوله: وإنما نسب إليه تعالى البداء الخ: بعد ما عرفت أن الأشياء الخارجية بجبروتها وملكوتها وناسوتها من مراتب علمه تعالى بالعرض حيث أن