وهو أن الأعراض الذاتية للأنواع وما بمنزلتها وبما تكون أعراضا ذاتية للأجناس وما بحكمها وربما لا تكون بل تكون غريبة عنها.
ووجهه بعض المحققين (1) لمرامه والشارحين لكلامه بأخذ الجنس لا بشرط فاعراض أنواعه اعراضه حقيقة وبشرط لا فاعراض أنواعه غريبة عنه وهو منه غريب إذ كون التعجب والضحك عرضا وغريبا للحيوان مبنى على اللا بشرطية والا فيكون الحيوان مبائنا لمعروضهما ولا يكونان عارضين له أصلا إذا لمباينة تعاند العروض بل الوجه فيه ما افاده المجيب في مواضع عديدة من كتبه وهو ان ميزان العرض الذاتي ان لا يتوقف لحوقه لموضوع العلم على صيرورة الموضوع نوعا متهيأ لاستعداد لقبوله لا أن لا يتوقف لحوقه على سبق اتصافه بوصف مطلقا ولو كان سبقا ذاتيا رتبيا توضيحه أن الموضوع في علم المعقول مثلا هو الموجود أو الوجود وهو ينقسم أولا إلى الواجب والممكن ثم الممكن إلى الجوهر، والمقولات العرضية ثم الجوهر إلى عقل ونفس وجسم ثم العرض كل مقولة منه إلى أنواع والكل من مطالب ذلك العلم ومن لواحقه الذاتية مع أن ما عدا التقسيم الأول يتوقف على تخصص الموضوع بخصوصية أو خصوصيات إلا أن جميع تلك الخصوصيات مجعولة بجعل واحد، وموجودة بوجود فارد فليس هناك سبق في الوجود لواحد بالإضافة إلى الاخر كي يتوقف لحوق الاخر على سبق استعداد وتهيؤ للموضوع بلحوق ذلك الواحد المفروض تقدمه رتبة فان الموجود لا يكون ممكنا أولا ثم يوجد له وصف الجوهرية أو العرضية، بل إمكانه بعين جوهريته وعرضيته، كما أن جوهريته بعين العقلية أو النفسية أو الجسمية ففي الحقيقة لا واسطة في العروض والحمل الذي هو الاتحاد في الوجود بل الامكان يتحد مع الوجود بعين اتحاد الجوهر العقلي أو النفسي أو الجسماني في الوجود فليس هناك عروضان