لعدم انبعاث الشوق عنها، وفي مثله يصح النهى والترك حينئذ بواسطة النهي فلا ينحصر دعوة النهي في صورة حدوث الميل حتى يكون النهي منحصرا في صورة الكف بل عدم حدوث الميل والشوق ربما يكون بواسطة النهي فتدبر.
قوله: وتوهم أن التروك ومجرد الخ: لا يخفى أن حديث عدم تأثير القدرة في العدم المنقول في وجه هذا الاستدلال أمر متين كما بينا وجهه سابقا حيث أن القدرة الجسمانية هي القوة المنبثة في العضلات على الحركات المترتبة عليها، والقدرة النفسانية قوة النفس على الإرادة، وسائر الأفعال النفسانية كما عن الشيخ الرئيس في التعليقات والعدم ليس أمرا مترتبا على العضلات ولا مما يحتاج في بقائه على حاله إلى تعلق الإرادة به بداهة أن عدم المعلول بعدم العلة فلا تأثير للقدرة في العدم.
نعم مقدورية الترك، ومراديته على طبع مقدورية الفعل ومراديته، ولذا قالوا القدرة بحيث إنشاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، لا إن شاء لم يفعل، وليس للقدرة و المشية إضافة بالذات إلى عدم الفعل وهذا المقدار مصحح للتكليف به، وتفسير القدرة بصحة الفعل والترك وإمكانهما تفسير بلازمها وإلا فالامكان والصحة صفة الفعل والترك والقدرة صفة القادر.
نعم لازم وجود مثل هذه القوة في الفاعل إمكان صدور الفعل ولا صدوره منه وبلحاظ هذه القوة يكون الشخص فاعلا بالقوة وبضميمة الإرادة بمباديها يخرج من القوة إلى الفعل فيكون فاعلا بالفعل فتدبر جيدا.
قوله: ضرورة أن وجودها يكون الخ: لا يخفى عليك أن الطبيعة توجد بوجودات متعددة، ولكل وجود عدم هو بديله ونقيضه فقد يلاحظ الوجود مضافا إلى الطبيعة المهملة التي كان النظر مقصودا على ذاتها وذاتياتها فيقابله إضافة العدم إلى مثلها، ونتيجة المهملة جزئية فكما أن مثل هذه الطبيعة تتحقق بوجود واحد كك عدم مثلها، وقد يلاحظ الوجود مضافا إلى الطبيعة بنحو الكثرة فلكل وجود منها عدم هو بديله فهناك وجودات وأعدام، وقد يلاحظ الوجود