مبدئه كذلك إذ المفروض أن وضع ذات الموضوع من غير ملاحظة أمر خارج عن ذاته كاف في صدق المحمول هذا لا يعقل إلا مع تحقق مبدئه في ذات الموضوع وإلا لزم توقف صدق المحمول على قيام مبدئه به خارجا وهو خلف، وبهذا الاعتبار الباري عن اسمه عالم وعلم، وإن كان المحمول منتزعا عن الموضع بلحاظ امر خارج عن مرتبة ذات الموضوع كما في " زيد قائم " و " الجسم أبيض " فالمبدء لا محالة مغاير مع ذي المبدء مصداقا هكذا ينبغي تحقيق المقام.
" كيفية قيام المبادئ بالذات " قوله: التحقيق انه لا ينبغي أن يرتاب من كان من أولى الألباب في أنه يعتبر في صدق المشتق الخ: لا يخفى عليك أن منشأ صدق المشتق وحمله على شئ إما قيام مبدئه به بقيام انضمامي كما في صدق الأسود على الجسم، وكما في صدق الكاتب والضارب فإنه مباديها أعراض قائمة بقيام انضمامي لها صورة في الأعيان بما تجرى عليه أو قيامه به بقيام انتزاعي كما في صدق الفوق على الشئ فان مبدئه وهي الفوقية لا صورة لها في الأعيان كي تقوم بشئ على نحو الانضمام بل هي من حيثيات وجود شئ في الخارج تنتزع عنه عند ملاحظة بما هو متحيث بها، أو تقرر حصة من المبدء في ذات الموضوع على نحو الجزئية كما في تقرر حصة من الانسانية في ذات زيد المتشخص بالوجود ولوازمه حيث أن نسبة الطبيعي إلى الافراد كنسبة الآباء لا أب واحد إلى الأولاد أو اتحاد المبدء مع الموضوع في الوجود كما في حمل الجنس على الفصل وبالعكس لاتحاد مبادئ الذاتيات في الوجود كما هو التحقيق، أو اتحاد لمبدء مع الموضوع بحيث يكون المبدء هو نحو وجود الموضوع لا كالمثال السابق، وهذا كما في " الانسان موجود " فان الماهية والوجود متحدان في الوجود لكن الوجود نفس كون الماهية في الخارج أو عينية المبدء