واحدة لمفاهيم متعددة، ورجوع حقايق صفاته تعالى إلى حيثية ذاته المقدسة، فهو وإن كان له مقام آخر لكنه لا بأس بالإشارة الاجمالية إليه تحقيقا لما حققناه وتثبيتا لما ذكرناه.
" رجوع حقائق صفات الله إلى حيثية ذاته " فنقول العلم حقيقة حضور شئ بشئ حتى في العلم الحصولي فان حقيقته حضور الشئ بصورته المجردة عند النفس، ومن الواضح البديهي أن ذاته تعالى حاضر لذاته، غير غائب عن ذاته كما في علم غيره تعالى بذاته، والفرق أن علمه تعالى بذاته مناط علمه بمصنوعاته لا أنه مبدئها ومبدء الكل ينال الكل من ذاته لا بصور زائدة على ذاته كما في غيره، ومن البديهي أن حضور ذاته لذاته الذي هو ملاك حضور مصنوعاته ليس بأمر زائد على ذاته، كما في غيره. ومن البديهي أن حضور ذاته لذاته الذي هو ملاك حضور مصنوعاته ليس بأمر زائد على ذاته، فهو المعلوم بالذات وغيره معلوم بالعرض وإلى هذه المرتبة أشير في قولهم عليهم السلام " عالم إذ لا معلوم (1) " وهكذا الإرادة فان معناها العام هو الابتهاج والرضا، وصرف الوجود صرف الخير، والخير هو الملائم، والموجب للابتهاج فذاته تعالى بذاته صرف الوجود فهو صرف الخير فيكون صرف الرضا وصرف الابتهاج وكذا في سائر صفاته فإنها راجعة إلى حيثية وجوده الواجبي جل ذكره وتمام الكلام في محله.
فما أشد سخافة ووهنا، قول من ينفى الصفات بحقائقها ويثبت له تعالى آثارها ولم يتفطن بأن لازمه خلوه تعالى في مرتبة ذاته عن الصفات الكمالية والنعوت الجلالية والجمالية، مع أنه بنفس ذاته المقدسة مبدء كل وجود وكل كمال وجد ومنبع كل فيض وجود.