بالذات، فكذلك صيغة إفعل موضوعة بإزاء هذا البعث الغير الملحوظ استقلالا، ولذا مثل هذه النية لا خارج لها يطابقها بل حالها حال تحريك الخارجي الذي هو فعل من الأفعال وكونه نسبة بين الأطراف بملاحظة عدم لحاظ نفسه كما أسمعناك سابقا من أن بعض المعاني الأسمية ربما يكون كالآلة لتعرف حال غيره فيكون كالمعنى الحرفي.
وأما في الجملة الخبرية المتضمنة لمضمون البعث والتحريك كقولك " أبعثك نحو الضرب " أو " أحركك نحوه " إذا أريد الأخبار فمن الواضح أن مضمون الهيئة ليس نفس البعث حتى يقال إن البعث معنى واحد والتفاوت باللحاظ الغير المقوم للمستعمل فيه بل مضمون الهيئة كما هو واضح نسبة البعث إلى المتكلم نسبة صدورية، وكم فرق بين نسبة البعث والبعث الواقع نسبة فتدبره فإنه دقيق وبه حقيق.
" في وضع المبهمات " قوله: حيث إن أسماء الإشارة وضعت ليشار بها الخ: كما هو ظاهر كلام النحويين وقال ابن مالك [بذا لمفرد مذكر أشر] وعليه فالتشخص الناشئ من قبل الإشارة التي هي نحو استعمال اللفظ في معناه لا يعقل أن يكون موجبا لتشخص المستعمل فيه إلا أن التحقيق ان وجود اللفظ دائما وجود بالذات الطبيعة الكيف المسموع، ووجود بالعرض للمعنى المستعمل فيه فقولك [هذا] إن كان وجودا لفظيا لنفس المفرد الذكر فاستعماله فيه إيجاد المفرد المذكر خارجا بوجوده الجعلي اللفظي فمن أين الإشارة حينئذ وإن كان وجودا لفظيا للمفرد المشار إليه بنفس اللفظ ضمن الواضح أن اللفظ لا يعقل أن يصير بالاستعمال الذي هو نحو من الايجاد وجودا للمشار إليه بنفس اللفظ وان كان وجودا لفظيا لالة الإشارة، فهو وجود بالعرض لآلة الإشارة لا للمعنى المشار إليه، وليست الإشارة كاللحاظ