قوله تعالى * (ولما جاء أمرنا (1) بمعنى الفعل العجيب فإنه لا موهم لمصداقية للفعل العجيب بما هو عجيب فضلا عن الوضع لمفهومه أو لمصداقه، بل الأمر هنا بمعناه المعروف حيث أن العذاب لمكان تعلق الإرادة التكوينية به، وكونه قضاء حتميا يطلق عليه الأمر كما أنه في جميع موارد إنزال العذاب عبر عنه به لهذه النكتة، ولو مثل لمصداق العجيب بقوله تعالى * (أن هذا لشئ عجيب قالوا أتعجبين من امر الله (2)) * لكان أولى، مع أن الأمر هنا أيضا بمعناه المعروف لمكان تعلق الأمر التكويني به فهو مصدر بمعنى المفعول.
" في معنى مادة الأمر " قوله: قده ولا يبعد كونه حقيقة في الطلب في الجملة والشئ الخ:
كونه حقيقة في هذين الأمرين وإن كان مختار جملة من المحققين على ما حكى إلا أن استعمال الأمر في الشئ مطلقا لا يخلو عن شئ إذا لشئ يطلق على الأعيان والأفعال، مع أن الأمر لا يحسن إطلاقه على العين الخارجية فلا يقال رأيت أمرا عجيبا إذا رأى فرسا عجيبا، ولكن يحسن ذلك إذا رأى فعلا عجيبا من الأفعال ولم أقف على مورد يتعين فيه إرادة الشئ حتى مثل قوله تعالى * (الا إلى الله تصير الأمور (3) لا مكان إرادة المصنوعات فان الموجودات كلها باعتبار صنعه وفعله تعالى، وكذلك قوله تعالى * (باذن ربهم من كل أمر (4)) * فإنه لا يتعين فيه إرادة كل شئ بل كل ما تعلقت به إرادة التكوينية والتشريعية،