فصلا وكان لازما له كان الايراد واردا (1) إذا لا يعقل دخول النوع في لازم فصله.
والتحقيق أن النطق وهو إدراك الكليات ليس لازما لماهية الإنسان بل لهوية النفس الانسانية فيلزم دخول الشئ في لازم وجوده، ومن الواضح أن الشئ في لازم وجوده، ومن الواضح أن الشئ لا يتأخر بالوجود عن وجود نفسه إلا أن يقال كما أشرنا إليه في بعض الحواشي المتقدمة أن الناطق ماله نفس ناطقة، والفصل الحقيقي مبدء هذا العنوان فدخول الانسان في هذا العنوان لا يستلزم الدخول في الفصل الحقيقي، وكذا لو قلنا بأن الناطق لازم الفصل فان اللازم الحقيقي مبدئه لا المعنى الاشتقاقي والاشتقاق لتصحيح الحمل في مقام التعريف فلا يلزم دخول النوع في لازمه ولا في لازم وجوده.
قوله: إرشاد لا يخفى أن البساطة بحسب المفهوم وعدمه إدراكا الخ: البساطة إما لحاظية وإما حقيقية، أما البساطة اللحاظية فالمراد منها كون المعنى واحدا إدراكا وفاردا تصورا بحيث لا ينطبع في مرآة الذهن إلا صورة علمية واحدة سوء كان ذو الصورة، وهو ذات ما تمثل في الذهن بسيطا في الخارج كالأعراض أو مركبا حقيقيا كالانسان ونحوه من الأنواع المركبة أو مركبا اعتباريا سواء كان الافتقار ثابتا لاحد الجزئين إلى الآخر كالمركب من العرض وموضوعه، أو لم يكن افتقار أصلا كالدار المركبة من الجدران والسقف ونحوهما فمناط البساطة اللحاظية وحده الصورة الادراكية سواء أمكن تجليلها عند العقل إلى معان متعددة تحليلا مطابقا للخارج كما في المركبات مطلقا أو تحليلا مطابقا للواقع ونفس الامر دون الخارج كالبسائط الخارجية فان اللونية ليست كالجسمية ليتوارد عليها الصور كي يكون التحليل مطابقا للخارج بل اللونية حيث إنها تنتزع عن البياض والسواء واقعا فلها نحو ثبوت واقعا وإن لم يكن ثبوت بحيث يتوارد