بمعنى أنها وضعت للدلالة على أن مدخولها واقع موقع التعيين إما جنسا أو استغراقا أو عهدا بأقسامه ذكرا وخارجا وذهنا على حد سائر الأدوات الموضوعة لربط خاص كحرف الابتداء الموضوعة لربط مدخوله بما قبله ربط المبتدء به بالمبتدء من عنده وهكذا، والمراد من الإشارة إلى مدخوله كون المدخول واقعا موقع التعين والمعروفية بنحو من الأنحاء المتقدمة لا كون المدخول مشارا إليه ذهنا بمعنى كونه ملحوظا بما هو ملحوظ.
" النكرة " قوله: ولا اشكال في أن المفهوم منها في الأول الخ: الظاهر عدم الفرق بين النكرة الواقعة في حيز الاخبار عنها أو البعث إليها إذ بعد ما عرفت في مبحث الواجب التخييري وغيره أن الفرد المردد غير معقول بالبرهان المذكور هناك والموضوع له لا يتفاوت بين ما وقع في حيز الطلب وغيره، نقول إن الطبيعة قد تلاحظ بنفسها فهو الكلي وقد تلاحظ بقيد يوجب تشخصها وعدم صدقها على كثيرين فهو الجزئي وقد تلاحظ بقيد يضيق دائرة الطبيعي ولا تشخصه فهي الحصة والنكرة من الثالث فان طبيعة الرجل ملحوظة فيها بنحو عدم التعين والتقيد بما يعينه بعد ما كانت في ذاتها لا متعينة بقيد ولا غير متعينة به والمراد به من عدم التعين هو عدم التعين بقيد في مرحلة الاسناد إخبارا أو إنشاء فالرجل في " جائني رجل " وإن كان معينا في الواقع إلا أنه غير معين في مرحلة الاسناد فيكون كالرجل في " جئني برجل " من حيث عدم التعين في مرحلة الطلب.
ومما ذكر يظهر أن النكرة غير مقيدة بالوحدة مفهوما كما هو صريح عبارته قده فيما بعد بل هي الطبيعة الغير المتعينة بمعين بالحمل الشايع لا هذا المعنى بالحمل الأولى.