إلى صاحبها كسنة العمرين انتهى. والكلام على ذلك مستوفى في الأصول. وقد تقدم حديث ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يروح عند صلاة الظهر وقدمنا أن ظاهره يخالف حديث جابر الطويل عند مسلم أن توجهه صلى الله عليه وآله وسلم من نمرة كان حين زاغت الشمس، والمصنف رحمه الله تعالى اختصر هذه القصة الواقعة بين ابن عمر والحجاج، وهي في البخاري أطول من هذا المقدار وكذلك في سنن النسائي.
باب الدفع إلى مزدلفة ثم منها إلى منى وما يتعلق بذلك عن أسامة بن زيد: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أفاض من عرفات كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص متفق عليه. وعن الفضل بن عباس وكان رديف النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا: عليكم السكينة وهو كاف ناقته حتى دخل محسرا وهو من منى وقال: عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة رواه أحمد ومسلم. وفي حديث جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصوا حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده ، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها حصى الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر رواه مسلم.
قوله: العنق بفتح المهملة والنون وهو السير الذي بين الابطاء والاسراع.
وفي المشارق أنه سير سهل في سرعة. وقال القزاز: هو سير سريع. وفي القاموس: هو الخطو الفسيح وانتصب العنق على المصدر المؤكد للفظ الفعل. قوله: فجوة بفتح الفاء وسكون الجيم المكان المتسع. قوله: نص بفتح النون وتشديد المهملة أي