ما ذكره المصنف في الباب قالوا: وهي بيان مجمل واجب، فيكون ما اشتملت عليه واجبا.
وقال مالك والشافعي في أحد قوليه والناصر أنهما سنة، لما تقدم في الصلاة من حديث ضمام بن ثعلبة لما قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أخبره بالصلوات الخمس هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، وقد أسلفنا في الصلاة الجواب عن هذا الدليل. قوله: إلا صلى ركعتين استدل به من قال: إنها لا تجزئ المكتوبة عن ركعتي الطواف، وتعقب بأن قوله صلى الله عليه وآله وسلم إلا صلى ركعتين أعم من أن يكون ذلك نفلا أو فرضا لأن الصبح ركعتان.
باب السعي بين الصفا والمروة عن حبيبة بنت أبي تجراة. قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى أرى ركبتيه من شدة السعي تدور به إزاره وهو يقول: اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي.
وعن صفية بنت شيبة: أن امرأة أخبرتها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين الصفا والمروة يقول: كتب عليكم السعي فاسعوا رواهما أحمد.
الحديث الأول أخرجه الشافعي أيضا وغيره من حديث صفية بنت شيبة عن حبيبة، فلعل المرأة المبهمة في حديث صفية هي حبيبة وفي إسناده عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف، وله طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة والطبراني عن ابن عباس.
قال في الفتح: وإذا انضمت إلى الأولى قويت، قال: واختلف على صفية بنت شيبة في اسم الصحابية التي أخبرتها به، ويجوز أن تكون أخذته عن جماعة، فقد وقع عند الدارقطني عنها: أخبرتني نسوة من بني عبد الدار فلا يضره الاختلاف. وحديث صفية بنت شيبة قال في مجمع الزوائد: في إسناده موسى بن عبيدة وهو ضعيف، والعمدة في الوجوب قوله صلى الله عليه وآله وسلم: خذوا عني مناسككم. قوله: تجراه قال في الفتح بكسر المثناة وسكون الجيم بعدها راء ثم ألف ساكنة ثم هاء