صرح هنا بالتحديث، وبقية رجال إسناده ثقات، وحديث عروة بن مضرس أخرجه أيضا ابن حبان والحاكم والدارقطني، وصححه الحاكم والدارقطني والقاضي أبو بكر بن العربي على شرطهما. قوله: ونحن غاديان أي ذاهبان غدوة. قوله: كيف كنتم تصنعون أي من الذكر. وفي رواية لمسلم: ما يقول في التلبية في هذا اليوم. قوله: فلا ينكر عليه بضم أوله على البناء للمجهول. وفي رواية للبخاري: لا يعيب أحدنا على صاحبه، والحديث يدل على التخيير بين التكبير والتلبية لتقريره صلى الله عليه وآله وسلم لهم على ذلك. قوله غدا بالغين المعجمة أي سار غدوة. قوله: حين صلى الصبح ظاهره أنه توجه من منى حين صلى الصبح بها، ولكن قد تقدم في حديث جابر المذكور في الباب الذي قبل هذا أنه كان بعد طلوع الشمس. قوله: وهي منزل الإمام الخ، قال ابن الحاج المالكي: وهذا الموضع يقال له الأراك، قال الماوردي: يستحب أن ينزل بنمرة حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عند الصخرة الساقطة بأصل الجبل على يمين الذاهب إلى عرفات. قوله راح أي بعد زوال الشمس. قوله: مهجرا بتشديد الجيم المكسورة، قال الجوهري: التهجير والتهجر السير في الهاجرة، والهاجرة نصف النهار عند اشتداد الحر، والتوجه وقت الهاجرة في ذلك اليوم سنة لما يلزم من تعجيل الصلاة ذلك اليوم، وقد أشار البخاري إلى هذا الحديث في صحيحه فقال باب التهجير بالرواح يوم عرفة أي من نمرة. قوله: فجمع بين الظهر والعصر قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن الامام يجمع بين الظهر والعصر بعرفة، وكذلك من صلى مع الامام، وذكر أصحاب الشافعي أنه لا يجوز الجمع إلا لمن بينه وبين وطنه ستة عشر فرسخا إلحاقا له بالقصر، قال: وليس بصحيح فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع فجمع معه من حضره من المكيين وغيرهم، ولم يأمرهم بترك الجمع كما أمرهم بترك القصر فقال:
أتموا فإنا سفر، ولو حرم الجمع لبينه لهم، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، قال: ولم يبلغنا عن أحد من المتقدمين خلاف في الجمع بعرفة والمزدلفة، بل وافق عليه من لا يرى الجمع في غيره. قوله: ثم خطب الناس فيه دليل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم خطب بعد الصلاة. قوله: ابن مضرس بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وتشديد الراء المكسورة ثم سين مهملة. قوله: ابن لام هو بوزن جام.
قوله: من جبلي طيئ هما جبل سلمى وجبل أجا، قاله المنذري. وطيئ