من اسم الكلب. وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك فقتله الأسد أخرجه الحاكم بإسناد حسن وغاية ما في ذلك جواز الاطلاق لا أن اسم الكلب هنا متناول لكل ما يجوز إطلاقه عليه وهو محل النزاع. (فإن قيل): اللام في بالكلب تفيد العموم قلنا: بعد تسليم ذلك لا يتم إلا إذا كان إطلاق الكلب على كل واحد منها حقيقة وهو ممنوع، والسند أنه لا يتبادر عند إطلاق لفظ الكلب إلا الحيوان المعروف، والتبادر علامة الحقيقة، وعدمه علامة المجاز، والجمع بين الحقيقة والمجاز لا يجوز، نعم إلحاق ما عقر من السباع بالكلب العقور بجامع العقر صحيح، وأما أنه داخل تحت لفظ الكلب فلا.
قوله: من الدواب بتشديد الباء الموحدة جمع دابة وهي ما دب من الحيوان من غير فرق بين الطير وغيره، ومن أخرج الطير من الدواب فهذا الحديث من جملة ما يرد به عليه. قوله:
والحديا بضم أوله وتشديد الياء التحتانية مقصورا وهي لغة حجازية، قال قاسم بن ثابت:
الوجه الهمزة وكأنه سهل ثم أدغم. قوله: والحية قال نافع: لما قيل له فالحية قال: لا يختلف فيها، وفي رواية: ومن يشك فيها، وتعقبه ابن عبد البر بما أخرجه ابن أبي شيبة عن الحكم وحماد أنهما قالا: لا يقتل المحرم الحية ولا العقرب، والأحاديث ترد عليهما، وعند المالكية خلاف في قتل صغار الحيات والعقارب التي لا تؤذي.
باب تفضيل مكة على سائر البلاد عن عبد الله بن عدي بن الحمراء: أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وصححه. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمكة: ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك رواه الترمذي وصححه.
قوله بالحزورة بفتح الحاء المهملة والزاي وفتح الواو المشددة بعدها راء ثم هاء هي الرابية الصغيرة. وفي القاموس: الحزورة كقسورة الناقة المقتلة المذللة والرابية الصغيرة انتهى. قوله: إنك لخير أرض الله فيه دليل على أن مكة خير أرض الله على الاطلاق وأحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبذلك